كنت خلال اأسبوع الماضي في رحلة عمل للمملكة الأردنية الهاشمية، قضيت فيها أربعة أيام بين أهلنا نشامى الأردن الكرام، الذين لم يبخلوا علينا بكرمهم وعاداتهم العربية الأصيلة في إكرام الضيف، حقيقة أن أرض هذا البلد ساحرة لما حباها الله سبحانه من طبيعة خلابة ومراعي على مد النظر؛ خضراء تشرح النفس، إلى جانب روعة جوها البديع الذي يلامس الروح حين تتنفسه و? تشعر بالتعب أو الإرهاق إذا ما أخذت جولة راجلاً في شوارع العاصمة عمان الهادئة الآمنة مساءً.خلال هذه الزيارة لأرض النشامى، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كان يخالجني شعور بالألفة والمحبة للأردنيين الذين التقيتهم في رحلة العمل من أكبر مسؤول إلى أصغرهم، كان يحيطونا بالمعاملة الراقية، و? يتوانون في المساعدة وتلبية ما نريده قبل أن نطلبه منهم، هنا تجلى لي بكل وضوح مدى العلاقة الوطيدة التي تجمع قيادتي المملكتين والشعبين الشقيقين، بعد هذه الزيارة أدركت حقيقة السر لهذا الود والاحترام الكبير الذي يمتد لعقود مضت من الزمن.سبق أن زرت المملكة الأردنية الهاشمية قبل تسعة أعوام، حينها كنت قد أعجبت بهذه الأرض العربية الأصيلة، وبأصالة أبنائها الذين ينحدرون من عشائر عربية خالصة تشربوا عادات العرب وكرمهم في وفادة الضيف، لكنني في زيارتي الثانية لاحظت الفرق في التطور والامتداد العمراني في عمان والمجمعات التي تم افتتاحها مؤخراً، الزيارة وفي برنامجها كانت لنا زيارة إلى محافظة جرش اطلعنا خلالها على آثار الحضارة الرومانية العريقة منذ آ?ف السنين، ومدى دقة البناء في الأعمدة وحتى شوارع المدينة الرومانية، والتي تتسم بالهندسة العمرانية لهذه الحضارة وصلت إلى إنشاء حتى قنوات لتصريف مياه الأمطار.استغرب من البعض الذهاب إلى أقاصي بلاد العالم في الشرق والغرب للسياحة والاستجمام وقضاء الإجازة في تلك البلاد البعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا العربية الأصيلة، فالأولى بمن يريد أن يتجه للسياحة أن يضع في اعتباره بلداً عربيا كالأردن وأهله النشامى، لتكون محطة من محطات السياحة العائلية، فضلاً عن أن الأردن تشتهر بسياحتها العلاجية لما تعج به من مراكز ومستشفيات وعيادات كثيرة بها كفاءات طبية أردنية ? نظير لها، قد تتجاوز بل وتفوق الخبرات الأجنبية.من هنا، فإنني قد عقدت العزم على أن أزور بلدي الثاني الأردن مرة أخرى مع عائلتي، وهي دعوة للجميع أن يشدوا الرحاب إلى أردن النشامى في شهر أبريل لاعتدال الجو وموسم الربيع.همسة..كان لي شرف لقاء رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، الذي يمتلك خبرة واسعة في إدارة الحكومة، والذي أكد خلال الزيارة على عمق العلاقات بين المملكتين والقيادتين، نتمنى للمملكة الأردنية الهاشمية كل التوفيق والتقدم والرخاء في ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
Opinion
نشامى الأردن!
19 أبريل 2014