عودة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الرفاع الشرقي إلى دوري الدرجة الأولى -بعد موسمين قضاهما في دوري الدرجة الثانية- تعد مكسباً لمجلس إدارة النادي بقيادة الرئيس الشاب الشيخ ناصر بن خالد آل خليفة وإخوانه أعضاء مجلس الإدارة المخلصين، كما إنها تعد مكسباً كبيراً للجهاز الفني للفريق بقيادة المدرب الوطني الوفي عيسى السعدون ومعاونيه وهي أيضاً مكسب كبير للجهاز الإداري من أبناء النادي المخلصين.ليس هذا فحسب، بل إن الإنجاز الشرقاوي جسد بوضوح العمل الجماعي الذي ينتهجه نادي الرفاع الشرقي والجدية المتناهية التي ميزت هذا العمل من أجل تحقيق هدف العودة إلى دوري الأضواء الذي يعتبر الموقع الطبيعي لهذا النادي الذي يتمتع بقاعدة عريضة من الفئات العمرية بحكم الكثافة السكانية الوطنية التي تعيش في محيط هذا النادي.هذه العودة الحميدة إلى دوري الأضواء لم تأتِ من فراغ أو بمحض الصدفة، إنما جاءت -كما أسلفت- وفق خطة مدروسة وعمل جاد لتحقيق أهداف هذه الخطة، وعليه فإن هذا العمل الجماعي يجب أن يستمر بنفس الوتيرة وبنفس الجدية والاستفادة القصوى من سلبيات المرحلة السابقة التي أدت إلى هبوط الفريق إلى مصاف الدرجة الثانية.الفريق الشرقاوي يمتلك الكثير من مقومات التكامل وبإمكانه مقارعة الكبار في المواسم المقبلة كما كان يفعل في عصره الذهبي خلال التسعينات، كما أثبت مؤخراً بإطاحته بأقوى المرشحين للفوز بكأس جلالة الملك «الرفاع والمحرق» حتى أصبح أكثر تشوّقاً لاستعادة اللقب الغالي الذي سبق له أن حققه في موسمين متتاليين في التسعينات.هذا التكامل مرهون باستمرارية الدعم الإداري الذي حظي به الفريق في الموسم الحالي، وأيضاً مرهون باستمرارية جهازيه الفني والإداري باعتبارهما حجر الزاوية في إنجاز الفريق.سبق لي أن تطرقت إلى أهمية بقاء المدرب الوطني عيسى السعدون وسعدت بالتصريح الذي أدلى به الإداري صلاح الشاعر حول هذا الموضوع وتأكيداته على التمسك بالسعدون مدرباً للمرحلة القادمة.الحديث عن عودة الرفاع الشرقي إلى دوري الأضواء ليس مجرد حديث استهلاكي بقدر ما هو درس من الدروس المهمة التي يستوجب على أنديتنا استيعابها للحفاظ على مكتسباتها، وأخص بالذكر هنا الأندية الكبيرة التي كانت قد فقدت بريقها الكروي ومازالت غير قادرة على استعادة ذلك البريق، ولعل النادي الأهلي يأتي في مقدمة هذه الأندية، حيث يقضي موسمه الثاني على التوالي في دوري الدرجة الثانية، وهو الذي ظل على عرش المنافسة سنوات طويلة كان خلالها المنافس الأوحد لزعيم الألقاب وعميد البطولات نادي المحرق!نهنئ جميع الشرقاوية على عودة الليوث البيضاء إلى دوري الأضواء ونتمنى أن يكونوا إضافة مشرقة لمنافسات المواسم القادمة.
Opinion
عودة شرقاوية حميدة
19 مارس 2014