لماذا لم تذكروا الجهة التي رفعت الشكوى على البحرين؟! لماذا يورد الخبر وكأن الشكوى «نزلت من السماء» هكذا دون معرفة مصدرها؟! يتحدث بعض المسؤولين، ومنهم المسؤول المعني مباشرة عن الموضوع، بشأن إلغاء/ تعطيل/ شطب.. سموها ما شئتم، الدعوى المرفوعة على البحرين لدى منظمة العمل الدولية. يتحدثون بنبرة الفرح إزاء إنجاز تحقق، بينما في الحقيقة هي غير ذلك، حينما تصل منظمة دولية «وبسبب فشل الدولة والأجهزة المعنية بشأن هذه الأمور» تصل إلى قبول دعوى عمالية «كيدية» و«مغموسة بالطائفية» ضد البحرين دون تمحيص وتدقيق.كارهو البحرين كُثر، وبالأخص من الداخل ممن هم محسوبون على كونهم أبناء للبحرين، بالتالي هؤلاء ليسوا محل توجيه الخطاب سواء أكان خطاباً رسمياً أو أهلياً، بل هؤلاء طرف معادٍ للدولة وكشفوا عن ذلك بوضوح، لكن أن يترك هؤلاء ليكيدوا للبحرين بهذه الطريقة التي فيها تجاوزات وتطاول على القانون، دون أن تقوم الدولة بإجراءاتها فهذا ما لا يجوز.شطبت الدعوى! طيب لماذا وجدت الدعوى من الأساس؟! هذا هو السؤال. وإجابته تتمثل بفشل التعامل في مثل هذه المواقف، إجابته تتمثل بتراخٍ من الجهة التي كان مفترضاً بها وواجبها أن تتعامل بشكل جدي مع الموضوع، كان يفترض بها التعامل بشكل احترافي وبناء على القانون، لا بأسلوب «المهادنة» و«الطبطة» وتقديم «استكانات الشاي» لمن انقلب على البحرين في الداخل وذهب للخارج ليشتم ويتطاول ويفبرك ويضخم ويبالغ، فأي جدية في الإجراءات هنا؟!بيد أن هذا ليس مربط الفرس هنا؛ بل السؤال الموجه، سواء للمسؤولين المباشرين المعنيين بالموضوع، أو وسائل الإعلام الرسمية التي بثت الأخبار، السؤال المهم هنا؛ لماذا لم تذكروا الجهة التي رفعت الشكوى على البحرين؟! لماذا يورد الخبر وكأن الشكوى «نزلت من السماء» هكذا دون معرفة مصدرها؟! من يتابع الأخبار المعنية بالموضوع ومن يقرأها بعناية يجد فيها كل الأركان، كل الأطراف، إلا الطرف الرئيس وهو مفتعل الموضوع ورافع الشكوى والذي بعدد مخالفاته العديدة لقوانين البحرين المنظمة لعمل النقابات لم تتم مساءلته ومحاسبته ولو مرة واحدة.من ماذا تخجلون؟! من ذكر اسم اتحاد العمال الانقلابي الذي كان مؤججاً للناس في الدوار، والذي كان يدعو للعصيان المدني، والذي وقف رئيسه رافعاً يده المتشابكة مع قادة التحريض والانقلاب فوق منصة الدوار وتحت شعار «إسقاط النظام»؟!اتحاد العمال الانقلابي الموالي قلباً وقالباً للوفاق وكل عناصر التحريض ضد الدولة هو من رفع الشكوى على بلد يفترض به أنه هو من يمثله في المحافل الدولية، وبدلاً من محاسبته ومساءلته بل و«حله» بالقانون يتم التعامل معه وكأنه «دولة أخرى» وفق الأعراف التي تفرضها السياسة والدبلوماسية.والله لو أن هذه الحالة في الولايات المتحدة أو بريطانيا لرأيتم كيف «يحل» أي تنظيم يتحول لتبني أفكار هدامة ضد الدولة ويستخدم صلاحياته للتحريض ومناهضة النظام، لكننا في البحرين التي انقلبت فيها المعايير انقلاباً رهيباً، ظننا بأن محاولة الانقلاب جعلت الكثيرين يفيقون من الغفلة، لكن للأسف تحول المشهد وكأن الدولة هي التي كانت في الدوار وهي التي مارست التحريض وهي التي فعلت الأفاعيل، بالتالي هي تؤدي الدين الذي عليها اليوم.حتى اسم المجرم بتنا نتحرج من إيراده في الخبر أو التقول به، والله مؤسف هذا الحال، ولله الشكوى وحده راجين لطفه بهذا البلد.