إجازة التاسع والعاشر من شهر محرم من الإجازات التي يترقبها معظم البحرينيين لأداء مناسك العمرة، خصوصاً إذا صادفت الإجازة مع نهاية عطلة الأسبوع الجمعة والسبت، والتي يطلق عليها معظم المعتمرين «عمرة البحرينيين». فكرة الذهاب إلى أطهر بقعة على الأرض، مكة المكرمة، واستغلال إجازة عاشوراء لأداء مناسك العمرة من الأعمال الجميلة والمحببة لدى معظم البحرينيين، ذلك لأن معظم الخدمات ومنها الأسواق التجارية معطلة في هذين اليومين، ففكرة الاستفادة من الإجازة في تمضية الوقت في طاعة الرحمن وزيارة الأراضي المقدسة، أحسن وأفضل وأشرح للصدر من الجلوس في البيت بلا عمل مفيد أو التعرض لأعمال العنف والتخريب من قبل بعض الإرهابيين الذين يتسترون وراء الدين وحب أهل البيت الطيبين الطاهرين. صوم يوم عاشوراء من محرم له فضل عظيم عند الله عز وجل، لذلك يحرص المسلمون على صيامه اتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك عندما نجا الله عز وجل في هذا اليوم سيدنا موسى ومن معه من بني إسرائيل من فرعون. لذلك يشهد الحرم المكي في هذا اليوم العظيم وجود معتمرين وصائمين يتبعون سنة رسول الله حتى يتقربوا إلى الله أكثر فأكثر، والبحرينيون من الناس الذين يحرصون على أداء العمرة وصوم عاشوراء في هذا الوقت بالذات. المملكة العربية السعودية، كرمها الله بأن جعل فيها أطهر بقعة على وجه الأرض وبعث فيها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه كرامة للعرب بأن خص الله عز وجل خاتم النبيين بأن يكون من العرب ومن مكة المكرمة. جهود المملكة العربية السعودية الحثيثة والملموسة لخدمة البيت الشريف، وخدمة ضيوف الرحمن لتسهيل أداء مناسك الحج والعمرة لا يمكن وصفها، ويعجز اللسان عن ذكرها. الله عز وجل خص أهل المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وقاصدي الأراضي المقدسة، ولا يمكن لأحد أن ينكر جهود القيادة حكام المملكة العربية السعودية، سواء من الملوك السابقين رحمهم الله جميعاً أو جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه في خدمة ضيوف الرحمن، ولا يمكن أيضاً أن ننكر جهود الحكومة لمشاريعها الضخمة والحثيثة والبارزة لتوسعة الحرم المكي، حتى يكون المكان مهيئاً لأن يستقبل الملايين من ضيوف الرحمن، ولا يمكن لأي قاصد لمكة المكرمة أو المدينة المنورة أن ينكر حسن استضافة أهل مكة والمدينة لقاصدي الأراضي المقدسة، هذا الشعب المضياف العربي الأصيل. ولا يمكن لأي دولة من الدول أن تقوم كما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود عظيمة لخدمة الأراضي المقدسة وضيوف الرحمن، فقد التمس المعتمرون في مكة المكرمة عزم المملكة العربية السعودية بأن تقدم للمعتمر سبل الراحة، فقد جندت الكثير من الموظفين والعمال لخدمة الحرم وقاصديه، وحرصت على المحافظة على نظافة الحرم، وتنظيم الصفوف، وتوزيع مكان المصلين للنساء والرجال، وتنظيم ضيوف الرحمن في الطواف وعند الأماكن المقدسة مثل الحجر الأسود وعند باب الملتزم ومقام إبراهيم وغيره. النساء والرجال يعملون ليل نهار، لا يتعبون ولا يملون، صدروهم رحبة لكل الجنسيات، إضافة إلى ذلك، تزويد كل الأماكن بما فيها صحن الحرم، بالمكيفات والمراوح، وتزويد الحرم أجمع، بجميع طوابقه، بماء زمزم. عمل عظيم وجبار تقوم به المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن وضيوفها لمسه المعتمرون في عمرة عاشوراء أو عمرة البحرينيين. المملكة العربية السعودية بلد الخير والكرم، وهذا واضح، حيث وضعت الحكومة مراكز صحية ومستوصفات لعلاج ضيوف الرحمن، وكذلك طاقم طبي وأجهزة طبية حديثة ومتطورة وعلاج وأدوية بالمجان، الله عز وجل أكرم المملكة العربية السعودية بالخيرات، فما كان منها إلا أن شكرته في خدمة ضيوف الرحمن وتقديم سبل الراحة لهم. حمى الله المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً من كيد الأعداء والمتربصين لها بالعداوة والنكران، وحمى الله حكومتنا الرشيدة أن أعطتنا إجازة عاشوراء نقصد بها الديار المقدسة، طبعاً أقصد بها مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتقبل الله من المعتمرين في عمرة عاشوراء صالح الأعمال.