عواصم - (وكالات): اغتيل حسان هولو اللقيس أحد قادة «حزب الله» الشيعي اللبناني، والمقرب من أمينه العام حسن نصرالله، فجر أمس قرب بيروت، في عملية اتهم الحزب الشيعي إسرائيل بتنفيذها، وتأتي في وقت يشارك عناصر من الحزب في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية.وهي الضربة المعنوية الأقوى التي يتلقاها الحزب ذو الترسانة العسكرية الضخمة، منذ اغتيال ابرز قادته العسكريين عماد مغنية في عام 2008 بتفجير في دمشق، وهو ما اتهم الحزب في حينه إسرائيل بالقيام به، إلا أن إسرائيل نفت علاقتها.وأعلن الحزب في بيان أن «أحد قادة الحزب الأخ الحاج حسان هولو اللقيس تعرض لعملية اغتيال أمام منزله الكائن في منطقة السان تيريز - الحدث شرق بيروت وهو عائد من عمله».وقال مصدر مقرب من الحزب إن اللقيس «صديق شخصي وإحدى الشخصيات المقربة من الأمين العام للحزب حسن نصرالله». وأوضح أنه «كان من القادة الذين يرافقون نصرالله في تنقلاته». وتبنت العملية مجموعتان غير معروفتين، في بيانات على مواقع إلكترونية.وتبنى «لواء أحرار السنة بعلبك» في تغريدة على موقع «تويتر» العملية، قائلاً إنها رد على «التعرض للأحرار السنة» في مدينة بعلبك ذات الغالبية الشيعية، والتي تعد معقلاً لحزب الله.أما المجموعة الثانية فتطلق على نفسها اسم «أنصار الأمة الإسلامية»، وقالت إنها اغتالت اللقيس لأنه «المسؤول المباشر عن مجزرة القصير»، في إشارة إلى المدينة الاستراتيجية وسط سوريا التي استعادها النظام في يونيو الماضي، بدعم مباشر من «حزب الله».وأفادت قناة «المنار» التلفزيونية التابعة للحزب أن اللقيس تعرض لإطلاق نار من أسلحة كاتمة للصوت بعيد ركنه سيارته في الطبقة السفلى من المبنى الذي يقطن فيه، مرجحة أن يكون المنفذون أكثر من شخص، تسللوا إلى المكان عبر سور خلفي.واتهم الحزب ذو الترسانة العسكرية الضخمة إسرائيل بالوقوف خلف العملية.وقال في البيان إن «الاتهام المباشر يتجه إلى العدو الإسرائيلي حكماً، والذي حاول أن ينال من أخينا مرات عديدة وفي أكثر من منطقة».وحذر من أنه «على هذا العدو أن يتحمل كامل المسؤولية وجميع تبعات هذه الجريمة النكراء».ورأى الرئيس اللبناني ميشال سليمان إن «الجريمة تصب في خانة الأهداف الإسرائيلية لتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية».من جهتها، دانت دمشق «بشدة العمل الإرهابي الجبان»، محملة «العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء والبغيضة».ونفت إسرائيل أي علاقة بعملية الاغتيال. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور أن «إسرائيل لا علاقة لها بذلك»، مشيراً إلى أن الاتهام «رد فعل تلقائي من «حزب الله» الذي يطلق اتهامات تلقائية حتى قبل أن يتمكن من معرفة ما الذي حدث».وقال نائب وزير الدفاع داني دانون لإذاعة الجيش الإسرائيلي «إذا شن حزب الله هجوماً علينا، فإن ردنا سيكون حازماً وموجعاً».وأقيمت مراسم تشييع اللقيس في مسقطه مدينة بعلبك. وأشار الحزب في بيان النعي إلى أن نجل اللقيس قضى خلال الحرب بين حزب الله واسرائيل في يوليو 2006.وتعرض عدد من قادة الحزب للاغتيال منذ بدء الصراع مع اسرائيل في الثمانينات من العام الماضي. واتهم الحزب في كل مرة تل أبيب التي احتلت مناطق واسعة جنوب لبنان حتى عام 2000، باستهداف قادته.وأبرز من تم اغتيالهم عماد مغنية في فبراير 2008، وغالب عوالي في يوليو 2004. ويأتي اغتيال اللقيس في وقت يشارك عناصر من حزب الله منذ اشهر إلى جانب القوات النظامية السورية في النزاع ضد مقاتلي المعارضة، وهو ما أتاح لها تحقيق انتصارات ميدانية في مواجهتهم.وتمت عملية الاغتيال إثر حديث لنصرالله مع قناة «او تي في» اللبنانية.وأكد نصرالله خلال اللقاء أن عناصر الحزب يقاتلون في دمشق ومحافظة حمص وصولاً إلى الحدود اللبنانية، متهماً السعودية بالوقوف خلف التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت في 19 نوفمبر الماضي، وتبنته مجموعة مرتبطة بالقاعدة.ورداً على هذا الموقف، قال سليمان إنه «لا يجوز أن نفسد في علاقاتنا التاريخية مع دولة عزيزة، وشعبها، وهنا أعني المملكة العربية السعودية من طريق توجيه التهم إليها جزافاً من دون أي سند قضائي أو حقيقي أو ملموس، أو عبر التدخل في أزمات دولة أخرى وأعني سوريا». واعتبر أن هذا التدخل «من أي طرف أتى هو أيضاً مدان».وينقسم لبنان بين موالين للنظام السوري ومعارضين له، وشهد سلسلة أعمال عنف على خلفية النزاع السوري أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.