عندما عجزت خيول إبليس عن تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يبدأ طريقه من البحرين ثم يسطو على أرض الحرمين الشريفين، وتبددت أحلام البؤساء الذين ظنوا أن دولة كالبحرين ممكن أن تبتلع بسهولة، فإذا بهم يغصون بريقهم من أول محاولة، ومنذ 3 سنوات وها هم يحاولون أن يبلعوا ريقهم أو يستردوا أنفاسهم، إلا أن محاولة استرداد النفس وبلع الريق صارت بالنسبة لهم عملية مستحيلة؛ بل هي أقرب للموت من الحياة، لذلك استجلبوا عملاءهم وسخروا إمكانياتهم وتاهت أفكار كبرائهم إلا أنها محاولات باءت جميعها وستبوء إن شاء الله بالفشل.هذه الأحلام تدفع الوفاق للاستشهاد بخرافات وزير الدفاع الأمريكي الأسبق «روبرت جيتس»، وذلك لمحاولة شق الصف وتفتيت لحمة الأسرة الحاكمة بعضها ببعض وفك لحمة الشعب عن حكامه، وهي محاولات مستميتة تقذف سمومها كل ساعة، على أمل إن لم تنجح اليوم بشق شعب البحرين عن حاكمه فستنجح في المستقبل، ولذلك هي تعمد لنشر التقارير والصور محاولة منها لتوليد مشاعر الكراهية بين الشعب وحكام الدولة في مختلف مواقعهم، إذ إن أملها معقود على تخلي الشعب عن حكامه، بعد أن تظهر الوفاق صورة الحاكم بأنه سيقصي شعب الفاتح.هذا بالطبع كما يقول المثل «عشم إبليس في الجنة»، لأن لا جيتس ولا جيش ولا وفاق ولا نفاق تستطيع أن تفهم نفوس شعب الفاتح التي لا تخون عهداً ولا ميثاقاً مهما كانت الظروف والأسباب، فشعب الفاتح مع حكام آل خليفة حاضراً ومستقبلاً، وهذه المحاولات التي تعتمد على نشر الإشاعات وتسريب صور قديمة وبث تسجيلات، وغيرها من مقابلات وتقارير ويتحينون الأوقات الملائمة لنشرها، يضعها شعب الفاتح في خانة خرافات وأحلام، هذه الخرافات التي يقوم بتمثيل دورها أحد شخصيات أفلام الزومبي الذي أجرت معه وكالة أنباء بلاده «وكالة أنباء فارس»، حسب ما نشر في 25 يناير 2014، فيقول إنه يؤيد حكومة انتقالية مؤقتة إلى حين الاتفاق على آليات الحكومة المنتخبة، كما صرح زومبي آخر «الشعب ليس ممثل الآن في الحكومة، وإنما يشكلها الملك، والوزراء ورئيس الوزراء ليس خيار الشعب»، مما يكشف لنا النوايا الحقيقية لهذه المؤامرة الخبيثة عندما تتوافق خرافات جيتس مع خيالات زومبي.والآن سنرد على خرافات «جيتس» وشخصيات زومبي البحرين، ونقول لهم إن شعب البحرين جلاميد صخر ستتكسر عليه المؤامرة، فشعب البحرين خلقه الله على فطرة الإخلاص والتضحية، وخلق الله في نفسه محبة الموت في سبيله على محبة الحياة على ذل وخيانة، وشعب البحرين لا يبيع شرفه بمقابل ولو بلغ هذا المقابل العيش في أجمل جنات الأرض.شعب البحرين يهوى العيش على تراب البحرين ولو عاش تحت قبة من سعف النخيل ونام على حصير، لأن نفسه تعاف النوم على حرير ثمنه الخيانة، إنها الخيانة التي تتمثل فيمن ينشر مثل هذه التقارير كي يعرف الجميع هذه الشرذمة الإيرانية الأصل والمنبت والهوى، التي تحاول أن تحرق بلاد الإسلام منذ عصر التتار حيث غدر جدهم بالخليفة المستعصم بعد أن كسب ثقته فأخذ بنصائحه، فحل جيشه ومنع عنه المؤونة والمعونة، وطلب منه مقابلة عدوه بعد أن أعطاه موثقاً.إن ابن العلقمي الذي يعود إلينا اليوم في ثوب جديد وفي ثوب مصلح حتى يسلم البحرين لأعدائها، وها هو التاريخ يذكر لنا كيف تآمر الصفويون مع البرتغاليين في عهد الشاه إسماعيل، وبعد سيطرتهم على مناطق في آسيا، تطلع البرتغاليون إلى منطقة الخليج العربي لإقامة إمبراطورية مسيحية في الشرق وإحكام سيطرتهم على منافذ التجارة البحرية، وإنه إذا ما تمت السيطرة على البحرين والقطيف فسيصبح الطريق ممهداً للبرتغاليين للسيطرة على مكة والمدينة، فتحالف الصفويون والبرتغاليون على الخليج، وكان هدف الصفويين إضعاف الدولة العثمانية، وإذلال الإمارات السنية، فذهب سفير الشاه إلى مملكة هرمز التي كانت تحت سيطرة البرتغاليين وتم الاتفاق على أن تقدم البرتغال بعض سفنها لإيران كي تتمكن من غزو البحرين والقطيف، وتتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية، وتصرف إيران النظر عن مملكة هرمز وتوافق على أن يبقى حاكمها تابعاً للبرتغال ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، وكان البرتغاليون قد أجلوا فكرة احتلالهم للخليج لانشغالهم باحتلال آسيا، لكن عرض الصفويين للبرتغاليين عجل غزوهم للخليج العربي.وقد أراد القائد البرتغالي البوكيرك، أن يكسب ود إسماعيل شاه ويأمن جانبه وليخيف بهذا التقرب الإمارات السنية، فأرسل البوكيرك إلى إسماعيل رسالة فيها «إني أقدر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو أن تهاجم مكة ستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو في القطيف أو في البصرة، وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي، وسأنفذ له كل ما يريد».هذا باختصار مثال ما يحدث اليوم ويطابق ما جاء في خرافات «جيتس»، وأوهام زومبي التي ستتحطم أحلامهم على يد شعب البحرين الذي لا يخيفه خرافات البوكيرك ولا خيالات زومبي التي ستظل أسيرة الخيال، لأن الموتى لا يبعثون من القبور إلا يوم البعث.