كتبت سابقاً عموداً بعنوان من الذي يستدرج الآخر، واليوم أقول، الدولة هي التي تلاعب الانقلابيين، تأخذهم يميناً، وتارة شمالاً، تصفعهم مرة ببعض الإجراءات، تمد لهم ورقة الحوار تارة أخرى؟شخصياً لست مع اللعب مع الانقلابيين، أنا من أنصار المثل الذي يقول «اقطعها تبرى» وليس داوها تبرى..!وأيضاً من أنصار ضرب الحديد وهو حامٍ، ولست أعرف «درفلة» الحديد أو الألمنيوم.لكن للإجابة على السؤال في صدر العمود نحتاج إلى أمور كثيرة، أولاً لدي شعور، وأحسبه لدى أناس آخرين، وهو أن الدولة البحرينية تنتظر «أمراً ما» لا أستطيع أن أخمن ما هو، ولا أستطيع الجزم به، إلا أني أشعر أن الدولة تنتظر شيئاً ما ليحدث، وعندها سيكون لكل حادث حديث.بل عندها «في تقديري الشخصي» ستظهر البحرين كل القوة والحزم اللذين يطالبان بهما أهل البحرين، وستكون الإجراءات صادمة، وربما صارمة.في حديث لي مع أحد الإخوة وأحسبه مطلع على بعض الأمور، ولديه نظر أبعد من ما يراه البعض، قال: «يا أخي لا يوجد تفسير لما يجري لنا، وللصبر الذي تتحمله الدولة، ويتحمله قادتها، إلا أن هناك انتظاراً لأمر ما، وبعده ستحدث أمور متتابعة متوالية سريعة سوف تسعد أهل البحرين، ومن يحبون البحرين»..!انتهى حديث الرجل، وإن كنت أحسب أن الرجل بعيد النظر، وبرغم ترجيحي لوجهة نظره، إلا أن هذا التراخي في تقديري غير مبرر، والأمر يحتاج إلى بعض الحزم، وتنفيذ القوانين، حتى وإن كنا ننتظر أمراً ما، فكل ذلك لا يبرر أن نرضى بالدماء تسيل لرجال أمننا ومن ثم نقول مواقف دول تغيرت، فقد كان الثمن باهضاً جداً ومكلفاً، ولا نحتاجه حتى يرضى عنا من لا يرضى.أتفق مع من يقول إن الدولة هي التي أصبحت تلاعب الانقلابيين على «الشناكل» وأن الدولة تلعب بالعصا والجزرة، لكني أقول إننا في أوقات كثيرة لا نحتاج إلى جزرة، نحتاج إلى العصا، وبعد أن ننتهي من العصا، لا بأس بالجزرة إن كانت ترضي «الوفاق»..!لكن بحسبة قلم، فإن خسارات الجمعية الانقلابية وشارعها لا تعد ولا تحصى، وهم أنفسهم يشعرون بذلك ويعرفون ذلك، فقد أصبحوا يلهثون خلف الحوار من غير شروط، ومن غير أحلام الدوار، ومن غير مطالب ما يسمى بالشارع، أصبحوا يريدون أي شيء حتى يخرجوا مما هم فيه ويعودوا إلى البرلمان.عددت ذات مرة خسارات الانقلابيين في مواقع كثيرة، وهم يصيحون منها، ويندبون حظهم عليها، إلا أنهم لا يستطيعون فعل شيء، وفي تقديري يجب أن يسددوا فواتير أكبر بكثير مما يجرى لهم، فليس لديهم أي سلطة في المجلس النيابي، وبالتالي لا يستطيعون أن يخضعوا وزراء بعينهم إلى مطالبهم كما كانوا يفعلون مع وزراء التربية والتعليم، والإسكان، والمالية، والعدل، والعمل والتجارة، والصحة، والبلديات، وهذه الأخيرة كانت أخطر ما كانت تحت أياديهم وربما مازالت..!!باختصار شديد، لدي شعور أن الدولة البحرينية تنتظر أمراً ما ليحدث، ومن بعد ذلك سيتغير موقفها، هل هو الاتحاد الخليجي؟ تغيير لدى دولة جارة؟ هل هي الانتخابات الأمريكية؟ هل تنتظر تغيراً ما يحدث في دولة إقليمية ربما يحدث، وربما لا، لا أدري، لكن هذا شعوري وأنا أفسر حالة المراوحة البحرينية في ذات المكان، وفي الصبر على أمور كثيرة لا تصبر عليها أي دولة.. قد أكون مصيباً وقد أكون مخطئاً..!!- السؤال المرير..وضحت التأكيدات أن أحد منفذي التفجيرات الأخيرة كان يعمل شرطياً بمطار البحرين الدولي، وهذا كان أمراً مؤلماً جداً لنا.السؤال هنا ليس فقط كيف يعمل بعض الإرهابيين في المطار كشرطي، وإنما كم هرب الشرطي من أمور من داخل المطار، كم ساعد أشخاصاً على الخروج أو الدخول؟أسئلة مريرة مؤلمة، كيف تضعون أشخاصاً غير أمناء في مكان حساس كمطار البحرين، فإما تضعون الذين تعرفونهم، وإما تضعون أناساً لا يعرفون أن يتحدثوا باللهجة البحرينية الصحيحة.. والله مأساتنا مأساة..!!ألا يكفي ما يوجد من خروقات وبلاوٍ في المطار، أيضاً بعض الشرطة ينفذون عمليات إرهابية؟يتضح أن الداخلية تضع الرجل المناسب في المكان المناسب..!!- انفجار آخر في العكروأنا في نهاية كتابة العمود، ورد لي أن هناك انفجاراً حدث في قرية العكر، وأن هناك إصابات لدى ثلاثة رجال أمن..!!وأيضاً تم تفكيك قنبلة أمس الأول في المنامة، السؤال هل الدولة راضية عن إجراءاتها؟ هل ننتظر شهداء آخرين، هل تتفرجون على ذلك؟ بالله عليكم ما فائدة التمشيط، هذا إن قمتم بالتمشيط أصلاً.