سنبدأ بتغريدة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية، السفير حمد العامر، التي قال فيها «إن زيارة روحاني إلى مسقط الأربعاء زيارة تهدئة وتقارب مع دول مجلس التعاون بإزالة أسباب التوتر في علاقات إيران مع السعودية والبحرين».أما «سيبويه، سفير إيران لدى مسقط، فقد قال «إن روحاني والسلطان قابوس سيجريان محادثات حول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها، وسيتطرقان إلى الأزمة السورية وسبل حلها بالطرق السلمية وإخراج الإرهابيين الأجانب منها»، كما أجاب السفير الإيراني على سؤال عما يحصل من مشاكل بين دول الخليج فرد: «شأن داخلي يخص دول مجلس التعاون ولا شأن لنا فيها».السؤال هنا من أين عرف سعادة السفير العامر أن زيارة روحاني لمسقط للتهدئة والتقارب مع دول مجلس التعاون وإزالة التوتر في علاقات إيران مع السعودية والبحرين؟ هل استخبر عن ذلك الرئيس الإيراني نفسه؟! ثم كيف يرضى سعادة السفير أن يعلق على زيارة روحاني لمسقط، فهل أصبح المتحدث الرسمي للخارجية الإيرانية، وذلك عندما يصرح بأسباب الزيارة، خصوصاً أن أسباب الزيارة أفصحت عنها إيران بالتفصيل والتحديد، إلا إذا كانت الخارجية البحرينية لا تعلم بها، فإننا سنذكر لها هنا بعضاً من هذه الأسباب ومنها ما صرح به السفير الإيراني سيبويه أنها لتوطيد العلاقة الثنائية للبلدين وبحث الأزمة السورية، وضخ عشرة مليار دولار حتى نهاية 2014 في مجال الاستثمار، منها في ميناء الدقم وإنشاء مائة خزان للنفط والغاز الإيراني لإعادة تصديره، وإنشاء مصنعين للأدوية الطبية ومستشفى، ومشاريع في مجال التعليم والبتروكيماويات ومشروع مد أنبوب لنقل الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان، واقتراح لربط البلدين بجسر بحري فوق مضيق هرمز، وذلك رد الجميل للسلطان قابوس لتقريب وجهات النظر بين إيران مع المجموعة الغربية خمسة زائد واحد.أي يا سعادة السفير أن إيران لا تسعى إلى تحسين علاقتها بالسعودية، فهي اليوم لديها دولة خليجية فتحت برها وبحرها وأجواءها ليعزز من قوتها وسيطرتها على الخليج من خلال دولة خليجية نخاف عليها أن يغدر بها هذا العدو الصفوي كما غدر باليمن، ويفعل بها كما فعل في لبنان، ويقود بها مؤامرة انقلابية كما قادها في البحرين.ثم يا سعادة السفير، أنت أعطيت إيران أكبر من حجمها، فهي دولة عصابات تقتل الأطفال وتحكم على برك الدماء، ولا يشرف البحرين ولا أي دولة خليجية أن تكون لها علاقة مع مثل هذه الدولة، وكان أولى للسفير أن يتمنى لو أن البحرين والسعودية تسحب سفارتهما من إيران، وذلك لضلوع إيران في أعمال الإرهاب في السعودية والبحرين وهي من تقف خلف المؤامرة الانقلابية في البحرين ومازالت، فكيف بالله عليكم نتمنى أن يزال توتر العلاقة بين البحرين وإيران، بل العكس فشعب البحرين يتمنى أن تقطع العلاقة وتسد الأبواب بين دول الخليج وإيران وأن نحقق أمنية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال «ليت بيننا وبين فارس جبلاً من نار، لا يأتون إلينا ولا نذهب إليهم»، ولكن مع الأسف أخذنا بعكس ما تمناه الخليفة عمر بن الخطاب، وفتح البر والجو والبحر بيننا وبينهم واستقبلنا جنودهم وأكرمنا أبناءهم وقربناهم حتى وصل بهم الحلم أن يحكموا البحرين.نقول للجميع جاءنا من البلاء الإيراني ما يكفي؛ فما تهريب الأسلحة والمتفجرات وتسلل الحرس الثوري الإيراني للبحرين ما كان إلا بعد العلاقات الطيبة والحدود المفتوحة دون حسيب ولا رقيب، وأن التودد لإيران بالتغريدات وتصريحات الخارجية البحرينية لن يزيد البحرين إلا قلة هيبة في عيون أعدائها، حين يتغول الفارسي على البحرين، هذا الفارسي الذي يريد أن يجلس أعوانه وأتباعه وأبناءه على كرسي الحكم.نتمنى من الخارجية البحرينية والمسؤولين في الدولة أن تكون تصريحاتهم وتغريداتهم تشجع شعب البحرين ولا تخذلهم، وأن يأخذوا في الاعتبار أن مثل هذه الكلمات والعبارات التي يطلقها المسؤولون في تغريداتهم في لحظة دون تفكير في عواقبها وتأثيرها على مكانة الدولة، سيكون لها مردود سلبي على هيبة الدولة، لأن إظهار التودد لأعداء البحرين هو الاعتراف بالضعف والهزيمة، وأن شعب البحرين يكره أسلوب التراجع، لأنه شعب حر أبي لا يخضع ولا يذل حتى لو جاءته جيوش العالم من كل صوب، ومن التخاذل حين نرى أطفال سوريا يقفون بعزة وأنفة أمام الحرس الثوري الايراني ويواجهون سكينه دون توسل ولا تخاذل وهم يدركون أنه سينحر رقابها، بينما يقف مسؤولون في الدولة يتوددون ويغردون عن إيران وهذا شيء مرفوض، لأننا اليوم نحتاج إلى الشعور بالعزة، فنحن نملك من القوة ما يفوق جيوش الفرس والروم مجتمعة، وكما قال الشاعر: ترَى الرَجلَ النحيفَ فَتزدَرِيهِ وَفـــي أَثوَابِهِ أَسـدٌ مــزِيرُ وَيعجِبــكَ الطَرِيـرُ فَتبتليــهِ فَيخلـفُ ظَنكَ الرَجـلُ الطَرِيرُ لَقَــد عظُـمَ البعيــرُ بِغيرِ لُبٍ فَلَـم يستغــــنِ بِالعظَمِ البعيرُ وما نقول هنا إلا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذم التخاذل «شر ما في الرجل: شح هالع، وجبن طالع»، ونتمنى أن نتخلص من التودد الذي ليس له معنى في هذا الوضع.