العرض السياسي لا يختلف في أحيان كثيرة عن العرض المسرحي، والعروض السياسية هي في النهاية «عروض»!كما يلعب الأطفال في مسرحية «الخشيشة» أحدهم يغمض عينيه «نص نص» والثاني يختبئ ويظهر رجله من وراء الستار، تلعب «السلطة والوفاق» هذا العرض منذ أربع سنوات أمام الجمهور، السؤال الأهم هل مازال للعرض متابعون؟«الوفاق سأنسحب» السلطة «لا الله يهداج تعالي في أووفر ثاني» الوفاق «لن أشارك» السلطة «لا الله يهداج تعالي في لقاءات تشاورية»، الوفاق تعقد مؤتمراً تبدؤه بالإعلان عن مقاطعتها للانتخابات فيعتقد الجمهور أنها أغلقت الباب دون رجعة، ويعتقد الجمهور أن الإثارة بدأت ولكنه يفاجأ بعبارة «إلا إذا..» و«ما لم ..» أي أنها لم تغلقه تماماً والأمر مازال قابلاً للتفاوض، امممم عاد الملل.ترد السلطة كرة التنس التي ضربتها الوفاق بخبر يتصدر الصحف «لا تمديد وأن انتهاء دور الانعقاد في موعده والانتخابات في موعدها» فتقول والله «كفو»! من أين لها هذه الجرأة في اتخاذ القرار والمضي إلى الأمام بمن حضر؟ لكنك تتفاجأ بأن التصريح من «مصدر» مجهول لا من متحدث رسمي، أي أن السلطة تركت بمصدر الخبر المجهول الباب موارباً حول الموعد رهناً بمسيرة التفاوض، تهددوننا؟ نهددكم، تتركون الباب مفتوحاً؟ نترك لكم فسحة، وتستمر اللعبة ويستمر عرض «الخشيشة السياسية» جنباً إلى جنب والتفاوض وراء الكواليس مستمر -على رغم بطئه- وفق تصريح المتحدث الرسمي للحكومة. بعد هذا العرض الممل المكرر لمدة أربع سنوات حين يصعد لاعب وإلى جانبه ثلاثة كومبارس يعلن لن نشارك في الانتخابات، أكاد أسمع من تبقى من العدد المحدود من الجمهور الذي لم يغادر القاعة يصرخ فيهم «هوو كيرز» «who cares» من يهتم؟ خلت القاعة من الجمهور لم يبق منتظراً إسدال الستار للفصل الأخير من مسرحية الحوار إلا جمهور السفارات الأجنبية، حتى الصحافة نسيت أن تسأل، وحده مندوب صحيفة الوفاق من سأل بحثاً عن رد فعل الحكومة لتهديد الوفاق، الجمهور البحريني غادر الصالة بمن فيهم جمهور الوفاق، وغادرها جمهور السلطة، وخلت مقصورة «الغالبية الصامتة» من روادها، لذا فإن الإعلانات الترويجية المكررة المسماة «مؤتمرات صحافية» ما عادت تغري أحداً، حتى إن ممتهني السباب والشتم اليومي للوفاق على وسائل التواصل الاجتماعي انصرفوا عنها، ما عادت تثير شهيتهم، هناك عروض أكثر إثارة الآن تجذب المراقبين والمعلقين، فأخطاء الأطباء وحرائق الأسواق بها «أكشن» أكثر، أما عروض الوفاق والسلطة المكررة منذ أربع سنوات أياً كانت عناوينها «الوفاق ستقاطع» «الوفاق ستشارك» «الوفاق تحاور» «الوفاق تنسحب» ما عاد أحد يهتم بها.. انظروا إلى العالم الواقعي خارج مسرحية الحوار، الحياة سائرة، الناس لها اهتماماتها اليومية، انتخابات الغرفة وانتخابات الصحافيين وانتخابات النقابات وانتخابات عشرات من المؤسسات المدنية الأخرى جرت وسارت وانتهت ولا أحد شعر بنقص من مقاطعة أعضاء الوفاق لها، انتخابات الفصل الرابع ستجري والحياة ستسير كما جرت الانتخابات التكميلية، الحياة «ماشية»، المتوقفون عن السير هم الوفاق وصحيفتهم معهم والتي تحاول أن توهمنا أن البحرين متوقفة وسيف المجتمع الدولي مازال مسلطاً على رقابنا وووو، في أي فقاعة وعالم افتراضي تعيشون؟حتى لاعبو الكومبارس الوفاقيون أصحاب الأدوار الثانوية ملوا العزلة -ذلك ليس ديدن أهل البحرين- حتى هؤلاء بدؤوا يعتـــذرون عــــن اعتلاء المسرح تمهيداً للانسحــــاب، بــــدؤوا يعـــودون للحيـاة الاعتيادية ويدخلون «على استحياء» لمقاعـــد التفاصيـــل اليوميـــة العاديـــة المعيشية ويشاركون مجتمعهم وإن كان بتردد يتلمسون القبول من الآخر، بدؤوا ينخرطون برتم الحياة اليومي الذي تجبرك تحدياته على التفرغ لها، هم ليسوا كالنواب السابقين الوفاقيين لديهم مدخول ثابت من راتب نيابي تقاعدي، ويغدق عليهم من جانب آخر لتمويل سفراتهم وتنقلاتهم وإقامة بعضهم الدائمة في العواصم الأوروبية والأمريكية كلاعبين محترفين للعبة، لقد بدأ اختلاف الأجور وتفاوته بين «الأبطال» والكومبارس يثير الأزمات!باختصار الكل مستعجل على إسدال الستار.. ورغم كل الإعلانات والتخفيضات والتنازلات والنداءات والتنزيلات تعالوا إنه العرض الأخير.. ومع ذلك.. ?who caers
Opinion
هيا إنه العرض الأخير ?Who cares
04 يونيو 2014