بات الشهيد الشحي قريباً من بحرينيين كثيرين غالبيتهم لم يروه أو يتحدثوا معهالمواقف القوية والثابتة هي التي تشد الناس، وهي التي يلتف حولها الجموع، والقـوة في الحق هي التي تعلو ولا يعلـــو عليها شيء، ولذلك الناس تتفاعل مع الموقف القوي، بالأخص الموقف القائم على العدالة والإنصاف وإحقاق الحق. حتى اليوم يتذكر الجميع الملك فيصل رحمه الله، كيف كان رمزاً خليجياً عربياً إسلامياً، ثابتاً في مواقفه، واثقاً في كلامه، لا يهادن في الباطل، ولا يقبل بأن يتراجع عن الحق، وحتى استشهاده كان رسالة بأن العظماء الأقوياء لا ينكسرون حتى وإن طعنوا من الجبناء في الظهر، فأفعالهم قبل أقوالهم تظل خالدة. اليوم الإمارات قيادة وشعباً تسجل مواقف ثابتة وواضحة تجاه البحرين، تقف بكل قوة كما هي عادتها مع أشقائها وجيرانها، وهو موقف يماثل موقف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي قال ملكها الكبير خادم الحرمين -أطال الله في عمره- بأن البحرين هي ابنتي الصغرى. هذه المواقف موجعة لمن رأى في البحرين لقمة سهلة وهي على العكس، هذه المواقف والحديث عن الاتحاد الخليجي أصاب كارهي الخليج العربي بهلوسة وأجبرهم على التزبيد، فحشدوا كل قوتهم وصراخهم في الإعلام ضد هذا الاتحاد، لا لأنه اتحاد لا يخدم دول الخليج، بل على العكس لأنه اتحاد سيقف بقوة حامياً للخليج وأهله، سيقف ضد الأطماع «الصفيونية» وهذا هو الأهم، ولأنه في النهاية ـ كما يقال دائماً- في الاتحاد قوة وفي التفرق ضعف. اليوم نريد أن نثبت أمراً ونسجله بقوة، نريد توجيه الشكر الذي لن يقطع للإمارات قادة وشعباً، نريد ألا ينسى الناس دماء الإماراتي الشهم الشهيد طارق الشحي، هذا الرجل الذي بات قريبـاً من بحرينيين كثيرين غالبيتهم لم يروه أو يتحدثوا معه، لكن أجزم بأن جميعهم صلوا عليه سواء بالحضور والتواجد أو صلاة غائب. أجمل ما قرأته أمس هو اقتراح من المغرد البحريني الأخ خالد الخياط موجه لقيادة البلد عبر تكريم الشهيد الشحي بمنحه جنسية البحرين كتشريف وعرفان وامتنان على استشهاده دفاعاً عن البحرين، والله هذا أقل القليل، البحرينيون المخلصون لأرضهم وقيادتهم، المعروفون بأصلهم الطيب وأخلاقهم الرفيعة، هذا أقل ما يصدر عنهم من واجب تجاه أشقائهم والذين حينما رأوا البحرين تمر في محنة لم يترددوا لحظة في الدفاع عنها والتداعي لها. الإمارات سجلت موقفاً في هيبة الدولة، موقفاً في القوة والدفاع عن الحق، دم ابنها ليس رخيصاً لديها بل غالياً جداً لا تعوضه أثمان وتعويضات، لكنها قالت بأن الإماراتيين قلباً وقالباً مع البحرين، والشهيد الشحي هو عريس يزف لبلاده قادماً من بلاده الثانية التي لم ولن تنسى أرض البحرين دفء دمائه والتصاق جسده الطاهر بها. لكن انظروا للهيبة والقوة هنا، انظروا لما فعله سمو الشيخ محمد بن راشد في قراره بشأن رفض استقبال بلاده للإرهابيين وأهل التحريض والتخريب، انظروا لما صدر عن سمو الشيخ محمد بن زايد وكيف قالها بصراحة وثقة وقوة: «دم ابننا لن يذهب هدراً، ثأرنا سنأخذه». والله لا يجرؤ أحد من المحرضين لدينـــا والإرهابيين على مجرد الرد على كلام هؤلاء الكبار، يعرفون الإمارات تماماً، يعرفون قادتها، يعرفون بأنه إن تغير مسار الأمور في البحرين فإنه اليوم بسبب وصول شر الإرهاب وفوضى التحريض ليطال أبناء الخليج. ويعرفون تماماً أن الإمارات قول وفعل. الآن هو الوقت لحسم الأمور هنا في الداخل، دول الخليج العربي (نكرر العربي) لن تقبل بأن تستمر الأمور على ما هي عليه من فوضى وتخريب، وإن كانت بعض الدول الغربية ذات الأجندات تحاول التدخل في شأن البحرين، فالخليج العربي والدول الشقيقة هي التي ستقف أمام ذلك وبقوة وحسم، فالبحرين ليست وحدها هنا، ها هي السعودية واقفة بقوة وثبات مع الحق، واليوم الإمارات تقولها بحزم، فما يحصل زاد وطغى. شكراً لمواقف الإخوة الثابتة، شكراً للسعودية امتدادانا الاستراتيجي، وشكراً للإمارات القوية بهيبتها وعزتها، نحن نقول: نحن أبناء الخليج، ومن يريد الشر للخليج العربي وأهله هو العميل والموالي والطابور الخامس للطامع الإيراني، نفيتم أم أقسمتم أو حلفتم بخلاف ذلك، لا يهم، فالحقيقة لا يمكن إهالة الرمال عليها، وهذه حقيقة الانقلابيين والمحرضين وحماة الإرهابيين.