ثمان وأربعون ساعة تفصلنا عن موعد المباراة النهائية على بطولة كأس جلالة الملك المفدى لكرة القدم -أغلى الكؤوس- والتي تأهل لها فريقا نادي البسيتين ونادي الرفاع الشرقي بجدارة واستحقاق وهو تكرار لتأهلهما لنهائي هذه البطولة الغالية أكثر من مرة في مواسم سابقة ظفر فيها الشرقاوية باللقب في مناسبتين متتاليتين في مطلع الألفية فيما لم يوفق البسيتين في تحقيق اللقب حتى الآن.لا أود أن أستبق الأحداث فيما يتعلق بالمباراة النهائية وسأترك ذلك لما بعد المباراة على اعتبار أنها مباراة كؤوس ولها من الخصوصيات ما ليس لغيرها مع تمنياتي أن يوفق الفريقان في تقديم أداء كروي ممتع يعوضان به العروض الهزيلة التي حفل بها موسمنا الكروي حتى الآن وفي نهاية المطاف لابد من أن ينتهي اللقاء بفوز أحدهما واستحقاقه للكأس الغالية.الهاجس الأكبر الذي يراود عشاق ومتتبعي الكرة البحرينية هو الحضور الجماهيري للمباراة النهائية على اعتبار أن هذا الحضور يشكل أبرز مقومات النجاح للبطولة بشكل عام وللمباراة النهائية على وجه الخصوص في ظل العزوف الجماهيري الخطير الذي تعيشه الكرة البحرينية في السنوات العشر الماضية.اتحاد كرة القدم استعد مبكراً لهذه المناسبة الوطنية الرياضية الخاصة بهدف تحقيق حشد جماهيري يليق بمكانة هذه البطولة الغالية وتمكنت حملته الترويجية من استقطاب العديد من الشركات والمؤسسات الخاصة الراعية للبطولة الأمر الذي جعلنا متفائلين بنسخة استثنائية تعيد لنا ذكريات النسخ الأولى من هذه البطولة والتي كانت تشهد زحفاً جماهيرياً كبيراً -وعليكم بالرجوع إلى ما تبثه قناة البحرين الرياضية من مباريات أرشيفية لهذه البطولة لتتأكدوا بأنفسكم من حجم الحضور الجماهيري آنذاك- لكن للأسف الشديد استمرت المدرجات شبه خالية حتى مباراتي الدور قبل النهائي بين البسيتين والنجمة ثم بين الرفاع الشرقي والشباب وهو الأمر الذي أدى إلى استغراب الكثيرين لعدم تفعيل برامج التحفيز الجماهيري في تلك الأدوار والتركيز على المباراة النهائية علماً بأن المسابقة ليست مجرد مباراة واحدة، وهذا ما سبق لي أن تطرقت له هنا في هذه الزاوية قبل حوالي أسبوعين!!أتمنى أن يحقق اتحاد كرة القدم أكبر قدر من النجاح التنظيمي في المباراة النهائية يوم الجمعة المقبل وأن نرى مدرجات إستاد البحرين الوطني وهي مكتظة بالجماهير كما نتمنى أن يستوعب الاتحاد الدرس للسنوات القادمة بحيث يتم تفعيل التحفيز الجماهيري في المراحل المبكرة من المسابقة حتى ترتقي المباريات في مستواها الفني وحماسها الجماهيري إلى المرتبة التي تليق بحجمها ومكانتها.