بدأنا نستشعر خروجاً خطيراً عن النهج الإعلامي السليم من خلال الطرح «المشخصن» في العديد من المقالات والتغطيات الإعلامية الرياضية وتحديداً الصحافية منها الأمر الذي يستوجب موقفاً حازماً من أصحاب القرار في الملاحق الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي ذات العلاقة بالشأن الرياضي من أجل الحد من هذه الظاهرة التي تشوه صورة الصحافة الرياضية البحرينية وتسيء إلى الرسالة الصحافية ومبادئها السامية.لسنا هنا بصدد تكميم الأفواه ولا بصدد كسر الأقلام ولا بفرض الدكتاتورية على الديمقراطية والشفافية إنما نحن أمام مسؤولية وطنية في المقام الأول ومهنية في المقام الثاني إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مدى أهمية الإعلام في التأثير على المجتمعات.نريد أن نترفع بأطروحاتنا الصحافية بشكل خاص والإعلامية بشكل عام عن الإسفاف والإثارة المصطنعة والشخصنة ونبحث عن الواقعية والمصداقية التي تتفق مع المهنية حتى نكون مؤثرين إيجابيين على مواقع صنع القرار ونكون بذلك قد أدينا رسالتنا على الوجه الأمثل.لقد لاحظت في السنوات الأخيرة -كما لاحظ كثيرون غيري- تراجع الطرح الصحافي الرياضي مما أخل بميزان الثقة بين الصحافة الرياضية وصناع القرار في المؤسسات والهيئات الرياضية وهو الموقف الذي لا يخدم الطرفين رغم حاجة كل منهما إلى الآخر.لا نريد أخباراً مفبركة بقدر ما نحتاجه من أخبار موثوقة ولا نريد أسلوب الاستعانة بصديق في نقل الأحداث الرياضية بل نريد نقلاً واقعياً للحدث يعبر عن وجهة نظر الكاتب في معايشته الميدانية لذلك الحدث، ولا نريد أعمدة صحافية غامضة كألغاز «هيتشكوك» بل نريد طرحاً صريحاً وشفافاً ومباشراً يصيب الهدف ويصل إلى المتلقي بكل وضوح دون الحاجة إلى قواميس لفك طلاسمه!!نحن اليوم نعيش في زمن الانفتاح والحرية والديمقراطية والشفافية وهذه كلها مفاتيح تساعدنا على انتهاج الطرح المثالي واستغلال المساحة الإعلامية الاستغلال الأمثل لإيصال الرسالة الإعلامية النبيلة بكل أمانة.أيضاً إعلامنا الرياضي يعيش حراكاً متميزاً أتمنى أن يتم استثماره بشكل إيجابي حتى تعم الفائدة على الجميع ولا أعني هنا مظهر هذا الحراك من حفلات واجتماعات وسفرات هنا وهناك إنما أعني جوهر هذا الحراك المتمثل في الملتقيات والندوات والدورات التدريبية والورش المفتوحة فهذه هي السبل التي نستطيع من خلالها تهيئة الجيل القادم من الإعلاميين لكي يديروا دفة الإعلام الرياضي البحريني بمهنية تجعل منه إعلاماً مثالياً مبتعداً عن إعلام المهاترات والصفحات الصفراء خصوصاً وأننا أمام قضايا رياضية ساخنة تحتاج إلى طرح موضوعي صريح يساهم في حلها.
Opinion
حراك الإعلام الرياضي.. كيف نستثمره؟!
23 أبريل 2014