يؤسفنا أن ننبه الدولة إلى مسؤوليتها تجاه سمعتها ودعوتها إلى أن تتخذ موقفاً صارماً قبل أن ينحدر التخاطب بين أقطاب رئيسة في الدولة إلى مستوى أكثر مما انحدرت إليه افتتاحية «الأيام» أمس، فنصل إلى مستوى يتخاطب فيه الأقطاب بـ«أبوك وأمك» نرجو أن تتدخل الدولة لحسم المسألة فقد «امصخت». وللإيضاح، التدخل الذي نطالب به ليس بإسكات «الأيام» أبداً فهو آخر ما نطالب به أي وسيلة تعبير بل بالعكس تماماًَ، وعلى النقيض تماماً، نحن نطالبها بوقف وصلة الردح والبدء فوراً بالإفصاح عما بحوزتها من أدلة تمتلكها تؤكد تهمة التخابر والتعامل لأحد أعضاء الحكومة مع منظمة محظورة وهي حزب الله!نذكر السلطات الثلاث في الدولة بأنه قريباً سيمر شهر على إلقاء صحيفة الأيام لهذه القنبلة المدوية ومع ذلك الأمور عادية.. يا جماعة هل نحن فقط من أخذنا اتهامات الخيانة العظمى لوزير على محمل الجد؟! هل نحن فقط الذين نبالغ في رد فعلنا تجاه معلومات تفيد باختراق أمني لمبنى الإذاعة والتلفزيون من قبل شركة وعميل لحزب الله؟ هل هي الكاميرا الخفية مثلاً ولم ينبهنا أحد إلى الآن؟فإن كانت السلطات الثلاث ترى أن ما كتبته الأيام «غشمرة» ولا يرقى أن يكون حقيقة ويؤخذ على محمل الجد، فأين موقفها كسلطات من سلوك صحيفة لم يسبقها فيه أحد في صحافتنا؟ سلوك مس شرف وأمانة ووطنية أحد أعضاء الحكومة؟! ولن أتحدث عن موقف هذا العضو أثناء الأزمة، فتلك قضية خارج نطاق التغطية اليوم.نحن أمام أخطر اتهام ممكن أن يوجه لأي حكومة ولأي وزير دولة، اتهام بالخيانة العظمى، ومع ذلك لا موقف من الدولة؟!! ثم هل يعقل أن يكون رد فعل صحيفة عريقة كالأيام على الدعوى التي رفعتها الوزيرة هو مقال كافتتاحية أمس؟ لقد أصبحنا مادة للتندر.. مقال ترك التهمة الأساسية وكله يدور حول نعت الوزيرة ببنت رجب وبنت رجب ويا رفيقة ويا رفيقة؟ أين اختفى العميل وصورته من منشيتات الصحيفة؟ توقعت أن تعيد الصحيفة نشر الصورة مع أدلة جديدة تؤكد روايتها كرد فعل على رفع الدعوى، فأين اختفى العميل؟ أين اختفى الكلام عن الشركة أو الحريق، وكأن الاتهام الذي وجهتموه لرئيسة إدارة حماية المستهلك عن تقصيرها في مراقبة السوق وسماحها بوجود بطيخ أصفر في سوق الخضار!! هل تورطت الأيام؟ هل هناك من دس لها أخباراً مغلوطة ورأت نفسها تغوص الآن في هذه الورطة ولا تعرف كيف تخرج منها؟ ثم هل يعقل أن جهاز الأمن الوطني لم يستدعِ القائمين على صحيفة الأيام إلى الآن ويطلب المعلومات؟ هل يعقل أن لجان التحقيق لم تستدع صحيفة الأيام إلى الآن وتطالبها بتزويدها بمعلوماتها الخطيرة؟يا أمن.. يا «أيام» يا إعلام يا حكومة يا نواب يا دولة... هييييييه.. نحن نتحدث عن صحيفة وجهت اتهاماً لوزير سيادي بخيانة عظمى وإلى الآن لا موقف للدولة.فقد أصبحت البحرين سيركاً عالمياً يضحك عليه الجميع بعد أن أصبحت البحرين أول دولة في العالم يتهم فيها وزير للإعلام بالخيانة العظمى ولا يوقف الوزير عن عمله، ولا أحد يطالب الصحيفة بتقديم دليلها، بل تسير الأمور عادية ويتفرج الجميع على وصلة ردح تستهزئ فيها صحيفة عريقة بشرف الناس وتضيع سالفة المعلومات الأمنية الخطيرة!!!!! ألف ألف علامة تعجب لا تكفي.وأتمنى ألا يكون الحل.. يا «أيام» توقفي لا تكتبي عن الموضوع.. يا وزيرة اسحبي دعواكِ من النيابة «الصلح خير والهون أبرك ما يكون» كما اعتدنا على غلق ملفاتنا.. هذا ليس حلاً، هذا ليس حلاً لحالة السيرك التي يتفرج عليها الناس داخل وخارج البحرين الآن.. الحل هو أن نضع النقاط على الحروف، ونعيد للمنطق والعقل اعتباره.. نعيد للبحرين اعتبارها بأنها دولة محترمة بها قانون وبها مؤسسات وبها مواثيق شرف، هذه ليست ورطة نبحث فيها عن مخرج لأي من الطرفين، التهمة قائمة والبينة على من ادعى والجميع بالانتظار.. والدولة مسؤولة عن وضع الحقائق أمام الرأي العام.. (امصخت)!
Opinion
«امصخت»
24 أبريل 2014