المتابع لتطورات الأحداث في البحرين يسهل عليه ملاحظة الفارق بين عمل الحكومة وعمل «المعارضة»؛ ففي الوقت الذي تتعلق فيه هذه الأخيرة بأي كلمة تصدر من أي جهة أو شخص تعتقد أنها يمكن أن تعزز من موقفها أو على الأقل تواسيها، تواصل الحكومة تنفيذ المشاريع التي تعزز من مسيرة التطوير والتحديث في مختلف القطاعات دون توقف. الفارق بين الموقفين هو أن «المعارضة» تتخبط ولا تعرف ما ينبغي أن تفعل، بل لم تعد تعرف ما تريد، بينما الحكومة تعمل «في إطار رؤية شاملة تستهدف الارتقاء بالأوضاع المعيشية للمواطنين» كما قال رئيسها قبل أيام.فريقان؛ الأول «المعارضة»، يعمل على هدم كل شيء يواجهه في الوقت الذي يرفع فيه راية البناء، مستغلاً قصر نظر البعض الذي تم العبث في برمجة عقله. والثاني «الحكومة»، يبني دون كلل ودون أن يلتفت إلى الوراء ويسعى إلى فعل ما لا يستطيع الأول فعله لعدم امتلاكه الأدوات اللازمة لذلك الفعل. فارق كبير بين ما تقوم به «المعارضة» التي لم يعد لديها سوى لسانها الذي هو الآخر لم يعد له أي تأثير، وبين الحكومة التي تعمل في صمت. ولكن بجد واجتهاد وتفضح بسلوكها هذا تلك «المعارضة» التي تاهت حتى لم تعد قادرة على التفريق بين مفهوم المعارضة ومفهوم التخريب وإعاقة مشاريع البناء. اليوم «بصر المعارضة حديد»، فهي تبحث عن كل كلمة وكل جملة يصرح بها أي شخص في العالم أو أي جهة لعلها تستفيد منها في الإفلات من المأزق الذي صارت فيه وأدخلت فيه الأبرياء الذين صاروا يفقدون حياتهم ومستقبلهم للاشيء. فما أن تصدر منظمة في أي بقعة من العالم أي بيان وإن كان على شكل مجاملة فإنها تسارع بنشره واعتماده مصدرا للتغريدات واعتباره حجة ورافعة لها. وما أن يصرح أي شخص في العالم عن أي شيء يمكن تأويله والاستفادة منه حتى تتبناه وتعتبره من المناصرين لها. حالة من الإفلاس تعيشها «المعارضة» تتسبب في الإساءة إلى الحياة يقابلها حالة من الغني المعين على تطوير الحياة تعيشها الحكومة. هذا هو واقع المشهد السياسي اليوم في البحرين. أما من يقول بغير هذا فهو أحد اثنين؛ إما أنه منحاز لـ «المعارضة» ومتعاطف معها ومجامل لها، أو أنه يفتقد القدرة على قراءة المشهد بالشكل الصحيح.من هنا فإنه لا غرابة لو تناقصت أعداد المشاركين في المسيرات والفعاليات التي تتبناها «المعارضة» على اختلاف رتبها، وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة حيث لم تعد أعداد المشاركين في الفعاليات المناوئة للحكومة كما كانت قبل حين، وحيث لم يعد الحماس هو نفسه الذي كان يدفع بالمشاركين في تلك الفعاليات لرمي أنفسهم في أحضان الأذى من دون تردد. الحكومة استطاعت بما قامت وتقوم به من مشاريع تصب في صالح المواطنين ومستقبلهم أن تصيب «المعارضة» في مقتل، حيث تبين للمواطنين أن الحكومة تعمل من أجلهم، بينما «المعارضة» تعمل من أجل أهدافها الضيقة ومراميها التي قد لا يعرفون عنها الكثير، وتبين لهم أن وضع بيضهم في سلة «المعارضة» سيؤدي بهم إلى خسارته، بينما تعينهم الحكومة على المحافظة عليه وتنميته.استمرار الحكومة في عملها هذا من شأنه أن يعجل بالساعة التي ترفع فيها «المعارضة» الراية البيضاء، فهذا هو السبيل الذي يجعل المواطنين ينفضون من حولها، خصوصاً أنها لم تورثهم سوى العذاب والآلام وأخسرتهم مستقبلهم ومستقبل عيالهم. عمل الحكومة هذا يؤكد ما يتمتع به سمو رئيس الوزراء من خبرة في إدارة الدولة، وعمل «المعارضة» ذاك يؤكد افتقادها للخبرة وللرؤية.. ولكل شيء.
Opinion
الحكومة تصيب «المعارضة» في مقتل!
12 مايو 2014