نسيت أن أقول بالأمس إن هذا العنوان هو لإحدى روايات الأديب الفلسطيني المغدور به غسان كنفاني، وهو يخاطب فيه الفلسطينيين ليقول لهم ماذا تبقى لكم من فلسطين يا شعب فلسطين، واستعارتي لهذا العنوان أردت منها أن أقول لشعب البحرين انظروا ما تبقى لكم من الأعمال والوظائف في وطنكم البحرين. ولأقول لكافة الجهات المسؤولة عن سوق العمل، عن زيادة أعداد الوظائف للعمالة البحرينية، وتقليص عددها للعمالة الأجنبية، أقول للحكومة، للمجلس الوطني، لوزارة العمل، لهيئة سوق العمل، لتمكين، لبنك البحرين للتنمية، لغرفة التجارة والصناعة، لوزارة الصناعة والتجارة، للشركات البحرينية وللهيئات، ولكل الجهات المعنية بتوفير الوظائف للمواطنين كهدف أساسي من أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والنهوض بالمستوى المعيشي للمواطنين، وتحقيق الأمن الاقتصادي لهم في كل بقعة عمل ومنطقة معيشة على أرض هذا الوطن. أقول لهؤلاء توقفوا عن الركض واللهاث من أجل تفضيل مصالحكم الخاصة والضيقة على حساب مصلحة الوطن والمواطنين، توقفوا عن استقطاب المزيد والمزيد من العمالة الأجنبية الرخيصة وغير المدربة، بل وغير النظيفة، بهدف دفع أجور متدنية ظالمة في بلد لا يعترف ولا يريد وضع حد أدنى للأجور يحفظ للإنسان كرامته، ويمكن العامل البحريني من المنافسة في سوق عمل يضيق الخناق عليه يوماً بعد يوم، أمام عمالة أجنبية زاد عددها عن 540 ألف عامل منها 50 ألف عامل «فري فيزا» جاء بهم تجار البشر ورموهم في السوق بعد أن مصوا دماءهم، وهؤلاء العمال الأجانب ومن أجل أن يعيشوا يقبلون بأي شيء، ويفعلون أي شيء ويساهمون في تلويث الأخلاق والبيئة. أعداد العمالة الأجنبية تزداد كل يوم مع زيادة نشاط تجار البشر وعدم مساءلتهم، ومع حصول هؤلاء العمال دائماً على 8 وظائف من مجموع 10 وظائف تستحدث في السوق، وتشمل كل المجالات وكل القطاعات بما فيها القطاع العام الذي يشغل الأجانب فيه أكثر من 7 آلاف وظيفة؟ أيها الناس بالأمس العمالة البحرينية كانت 92% من مجموع القوى العاملة في البحرين وأصبحت اليوم 26% وغداً لن يتبقى لأبناء البحرين إلا 2% كما هو الحال في إحدى دول الخليج.
Opinion
ما تبقى لكم «2-2»
15 مايو 2014