كأن كل الشارع البحريني متفق تماماً على أن من أقر تمديد اليوم الدراسي، إما شخص لا يعيش في هذا الوطن، أو أنه يتعمد في تثبيت كل صنوف التطفيش والإيذاء لطلبتنا ومعلمينا، أو في أفضل الحالات فإن أطفاله يتعلمون في مدارس خاصةأووووه، لم أكن أتوقع أبداً، أن تكون ردود أفعال أولياء الأمور والكوادر التعليمية والطلبة بهذا المستوى من الغضب الشديد حين تحدثت عن مساوئ تمديد اليوم الدراسي بمدارس البحرين في مقالنا الأخير، ولم أجد أي رد فعل مؤيد لقرار وزارة التربية على الإطلاق في هذا الشأن، وكأن كل الشارع البحريني متفق تماماً على أن من أقر تمديد اليوم الدراسي، إما شخص لا يعيش في هذا الوطن، أو أنه يتعمد في تثبيت كل صنوف التطفيش والإيذاء لطلبتنا الأعزاء ومعلمينا الأفاضل، أو في أفضل الحالات فإن أطفاله يتعلمون في مدارس خاصة، ولديهم سائق خاص، فلا حاجة له بأن يستمع لصوت الناس، أو يصغي لمناخ البحرين الحارق!إليكم هنا أيها الأحبة استعراض سريع لبعضٍ من ردود الفعل حيال قرار التربية تمديدها اليوم الدراسي، فما قاله الشارع البحريني، يبين لنا مدى امتعاض الناس من هذه القرارات التعسفية، وإليكم بعض مما قاله الناس بعد قراءة المقال السابق وبالحرف الواحد: «وزارة العمل عندها قانون تمنع العمال من العمل بالخارج بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً... فأين حق الطفل؟»، «ليسقط هذا القرار المزري بحق أبنائنا، والقرار معروف من أصدره، إنهم من يسمى مستشارون، أولئك الذين نستوردهم من الخارج وقد تجاوزوا سن التقاعد في بلدانهم ولا يعرفون شيئاً عن البحرين وطقسها»، «كنا نأمل من وزير التربية بدل تمديد اليوم تغيير المناهج وإنشاء ملاعب وصالات رياضية في المدارس من أجل أن يحب أبناؤنا المدارس، وعلى صعيد آخر تحسين أوضاع المعلمين العلمية والحياتية والاقتباس من التجارب الناجحة في الدول الآسيوية مثل تايلند والصين وهونغ كونغ»، «لقد تم مؤخراً تمديد الدوام المدرسي للمرحلة الثانوية.. فما هي النتائج الإيجابية لهذا التمديد؟ لا أعتقد بوجود أي منها، فهذه الساعات الإضافية هي عبارة عن حصص فراغ تستهلك من وقت وجهد الطلبة، لا أكثر ولا أقل.. فلم يزد التحصيل الدراسي ولم تقل الواجبات المدرسية ولا هم يحزنون.. فليتهم يهتمون بتطوير جودة التعليم بدلاً من زيادة عدد المواد وحشوها»، «حسبي الله ونعم الوكيل، بالأمس حضرت درساً في آخر الدوام، فوجدتُ المعلمة تجاهد وتجاهد لإنعاش الطالبات، لكن لا حياة لمن تنادي»، «إن قرار تمديد الدوام المدرسي إلى الثانية والربع لهو من أفشل القرارات التي اتخذها وزير التربية وإن هذا القرار ليس في المسار الصحيح لتطوير الطالب».هذه بعض وليس كل شيء من ردود أفعال الشارع البحريني بخصوص تمديد اليوم الدراسي، وكأن ما قالوه، هو الاستفتاء الحقيقي لمسألة التمديد، فهل ستستمع «التربية» لصوت ونبض الشارع البحريني بهذا الخصوص؟ أم أنها كما قال أحد أولياء الأمور «أذن من طين وأذن من عجين»؟ «للحديث بقية».