تكتسب الزيارة التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء إلى روسيا الاتحادية أهمية مضاعفة نظراً لأهميتها البالغة في توطيد العلاقات البحرينية الروسية على مختلف الأصعدة ولأهمية توقيتها وحساسية الظروف السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية الراهنة إلى جانب أهمية الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي جرى التوقيع عليها بين البلدين. ومن تلك الاتفاقيات مذكرة التعاون بين محافظة العاصمة المنامة ومدينة سانت بطرس بيرغ العريقة والتي تشرفت بتوقيعها حيث تركز على التعاون والتنسيق في خمسة مجالات مهمة تشمل الجوانب: التجارية، والاقتصادية، والعلمية، والتقنية، والثقافية. وأعتقد أن هذه الاتفاقية سوف تكون بوابة للتعاون بين رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة وتشجيع الاستثمار والمشاريع المشتركة وتبادل الخبرات بين المدينتين العريقتين بصفة خاصة والبلدين عموماً، وتعد مذكرة التفاهم بين المنامة وهي مركز الخليج العربي المالي والتجاري وأبرز الموانئ في الإقليم وأول سوق منظم في المنطقة وسانت بطرس بيرغ والتي تعد ثاني أكبر مدينة في روسيا ورابع أكبر مدن أوروبا والمركز المالي والتجاري والصناعي لروسيا تعد هي الأولى من نوعها بالنسبة لمحافظة العاصمة، ومن شأنها أن تسهم في زيادة التبادل التجاري وتنشيط حركة الاستثمار والسياحة بين البلدين الصديقين. ويمكننا الاستفادة من الخبرة التراكمية لهذه المدينة التاريخية الملقبة بنافذة روسيا على أوروبا والتي تضم عدداً من الجامعات العريقة في مختلف التخصصات ومراكز البحوث، والمراكز العلمية والتقنية، وينسحب ذلك على الجوانب الثقافية؛ فالمدينة مليئة بالكنوز التاريخية والثقافية والأدبية والفنية، وتعد مصدر إلهام لكبار المفكرين والكتاب والمؤلفين والموسيقيين الروس على مدى التاريخ، وتضم العديد من الآثار المعمارية والحدائق الرائعة والمسارح والمكتبات والقصور والكنائس التاريخية ومسجد سانت بطرسبرغ الجامع الذي يسع لحوالي 5 آلاف مصل، وكان الأكبر على مستوى أوروبا حين افتتاحه في عام 1913، وقد احتفل المسلمون الروس بمرور 100 عام على إنشائه في العام الماضي 2013 ، ويتربع متحف الآرميتاج الشهير كدرة ثمينة على جبين المدينة، ويحمل سجل جنيس لأكبر مجموعة من اللوحات الفنية في العالم، ويضم نحو 3 ملايين تحفة فنية موزعة على 400 قاعة في خمسة قصور آية في الروعة والجمال، وفي عام 1990 أدرج المركز التاريخي لبطرسبورغ ومجمع القصور والمتنزهات في الضواحي ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في روسيا، ويعبر نهر النيفا العظيم المدينة، آتياً من بحيرة «لادوجسكوية» ذات الشواطئ الغرانيت، ليصب في بحر البلطيق، بحر الكهرمان، وبسبب وجود القنوات المائية الكثيرة في المدينة تطلق عليها تسمية مدينة البندقية الشمالية، ومن المعالم المهمة للمدينة وجود الجسور المتحركة،وفي الصيف يقصدها آلاف السياح للتمتع بالليالي البيضاء. وإذا كانت المدينة التي تحمل اسم القديس بطرس حامل مفاتيح الجنة تعد مفتاحاً لبحر البلطيق فإن تفعيل اتفاقية العاصمة مع هذه المدينة الرائعة من شأنه أن يعطينا مفتاحاً جديداً لأبواب اقتصادية ثرية ومتطورة ويفتح لنا أبواب ثقافة متنوعة تثري عاصمة الثقافة العربية (المنامة). *محافظ محافظة العاصمة
Opinion
زيارة موسكو.. مفتاح آخر لأبواب اقتصادية وثقافية واعدة
15 مايو 2014