هذا ليس عنوان فيلم عربي قديم، فـ «فرسان العزة» واحدة من الأوصاف التي ظلت على مدى السنوات الثلاث الماضيات تطلقها «المعارضة» على أولئك الذين يقومون بأعمال التخريب والفوضى والشغب، فعندما يقطع أولئك الذين لن يدركوا إلا متأخرين أنهم كانوا مجرد بيادق في رقعة شطرنج لا يفهمون ما يدور فيها من كر وفر ومناورات وسعي دؤوب إلى المناصب والثروة والجاه، عندما يقطعون الشارع العام «متضامنين» مع فلان أو علان أو مع هذا الحدث أو ذاك أو استجابة لنداء ينطلق من منبر يتم إطلاق مثل هذه النعوت عليهم وتتصدر أخبارهم مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات السوسة، التي هي الأخرى تحصل على نصيبها من النعوت تعبيراً عن الثناء عليها وعلى ما تقدمه من خدمات ومساندة ودعم إعلامي سخي، فهذه «نور الحق ورايته» وتلك «فارسة الإعلام والسند»!المتابع لتطورات الأحداث وما يتسرب من الكواليس عن قرب الإعلان عن تفاهم بين الحكومة و«المعارضة» يقرر أن نهاية «فرسان العزة» و«أبطال الميادين» و«رجال الله» وغيرهم قد أزفت، وأنه قريباً لن يسمع أحد بمثل هذه الصفات والأسماء ولا بأفعال «الأبطال والفرسان وأمراء الدوار»، الذين سيصير مصيرهم مثل مصير المقاتلين الذين يتم استئجارهم في الحروب. بناء على ما يتداول من أخبار؛ فإن الستار على الأحداث التي بدأت في فبراير 2011 على وشك أن يسدل، فهناك على ما يبدو تحرك جاد من قبل العديد من الأطراف «الأساسية» لاستئناف الحوار بشكل مختلف ولتكبيـــل من لايزال «فالتاً» من أولئـــك البيادق وبعض الذين لايزالون دون القدرة على استيعاب أن «الطيور طارت بأرزاقها»، وأنه حان الوقت لوضع النقطة في نهاية السطر والعودة إلى البناء الذي توقف بفعل فاعل لا يحب الخير للبحرين. المتابع لتغريدات بعض الذين اختاروا البقاء في الخارج ويقضون يومهم يغردون و«يلعلعون» ويمارسون فعل التحريض المباشر والمغلف والذين لايزالون غير قادرين على الخروج من الحلم الذي شاغبوا به عقولهم، حتى شعروا أنهم قاب قوسين أو أدنى من تحققه، المتابع لتغريداتهم يستدل على أن نهاية «فرسان العزة» و«أبطال المياديـــن» قـــد اقتربـــت، وأن الحكومة لن تكون الوحيدة التي تتصدى لهم، لهذا باشروا عملية انتقاد من اعتبروهم مشاركاً في التسوية المتوقعة ومهاجمتهم وألقوا عليهم من الصفات والنعوت ما كانوا يلقونه على غيرهم، وسيتحولون قريباً من مدافع عنهم إلى مهاجم لهم.هذا الموقف السالب من أي حل يحتاج إلى تفسير، وللأسف فإنه لا تفسير له سوى أن هؤلاء باعوا أنفسهم لجهات ظلت تمولهم طويلاً ولها أهدافها ومراميها، وإلا لماذا يرفضون كل تفاهم ويسارعون بإغلاق كل باب يؤمل بفتحه الوصول إلى حيث نرمي ما حدث وراء ظهورنا ونتفرغ للبناء ونعوض بلادنا ما فاتها نتيجة انشغالها بحماية مواطنيها؟ ما يتم تداوله من معلومات تزداد تسريباً يوماً بعد يوم، ليس بعيداً عن الحقيقة، وإن لم تكن بالضرورة دقيقة، لكن في كل الأحوال ينبغي أن تشكل هذه المعلومات الدافع لمن يحب الخير للبحرين ويتمنى إفلاتها من المأزق الذي تم وضعها فيه ليشارك هو أيضاً في عملية التحول من مساحة إلى مساحة أخرى جديدة تستحقها البحرين ويستحقها شعب البحرين الذي عانى على مدى السنوات الثلاث الماضيات الكثير.ليس أمام أولئك الذين يرفضون حتى أنفسهم إلا أن يقبلوا بالتسوية المرتقبة، ففي مثل هذه الأحوال يضع العاقل والمحب لوطنه مسألة الربح والخسارة جانباً لأن التنازل من أجل المواطنين انتصار لهم وللوطن، ويرمي وراء ظهره كل ما حدث، لأنه ببساطة الخسارة شملت الجميع من دون استثناء، ولأنه ببساطة أيضاً الاستمرار في ما نحن فيه من شأنه أن يزيد من خسارتنا جميعاً.