النظام العراقي الدموي قتل من شعبه أكثر من مليونين، ولا زال يواجه شعبه ليس بغازات مسيل الدموع بل بدكهم بالصواريخ والقنابلماذا تسمون مسؤول حقوقي دولي -الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان- مثل نبيل رجب يمتدح النظام العراقي ويقول عنه «إن العراق هي الدولة الوحيدة التي كانت في اتجاهها للنظام الديمقراطي»؟ ماذا يمكن أن يكون مواطن يحمل جنسية خليجية ويهاجم دولها ويقول «إن ما يحدث في العراق ليس بعيداً عما تحاول السعودية ودول الخليج أن تخطط له»؟ هذا هو الحقوقي الذي لم يمضِ على خروجه من السجن شهراً واحداً يرفع علامة النصر وهو في مطار البحرين في طريقه إلى جنيف، خرج من السجن وهو بموفور الصحة والعافية وبنفسية رائعة، وكأنه رجع للتو من شواطىء جزر المالديف وشواطىء جزيرة «بوكيت»، فهل تسمونه مواطناً صالحاً يستحق أن يكون طرفاً في الحوار أو يعين في منصب، كما عين قبله نفس أشكاله؟ أو مواطناً طالحاً يتآمر مع الأعداء ليجر الخراب إلى البحرين ودول الخليج التي لم تسلم منه هي الأخرى؟خرج من السجن وطار إلى جنيف ليعقد له بعد يوم واحد من وصوله مؤتمراً صحافياً خاصاً، هذا الحقوقي الذي يشتكي المظلومية والتمييز سيطير من جنيف إلى باريس ثم إلى الدول الإسنكدنافية، ليشتكي على البحرين ويطالب الدول الغربية لأخذ إجراءات حازمة ضدها ويقول «جئت لأحض كل الأمم المتحضرة على اتخاذ إجراءات ضد بلادي ومعاقبتها»، هذا الحقوقي الذي يرى النظام العراقي الدموي الذي قتل من شعبه أكثر من مليونين، ولا زال يواجه شعبه ليس بغازات مسيل الدموع بل بدكهم بالصواريخ والقنابل، هذا الحقوقي الذي يحمل الجنسية البحرينية ويطير من مطارها ليدعو الأمم لاحتلالها، ثم يعود هذا الحقوقي بعد جولته في أوروبا إلى البحرين بحفظ وسلام كما عاد قبله علي سلمان.نعم؛ يخرجون من مطار البحرين بعلامات النصر ويعودون بعلامات النصر، وذلك لأنهم ضمنوا أن لا خوف عليهم لا من سجن ترتوي فيه خدودهم ولا من دولة تعاقبهم بتجريدهم من جنسياتهم.نعم خرج رجب من السجن وهو عاقد النية على العودة إليه، وها هو التقرير نفسه يقول «وأبدى رغبته في العودة لاحقاً إلى بلاده رغم علمه سلفاً بأنه قد يتم توقيفه مجدداً وسجنه»، أي أن رجوعه للسجن هو فصل آخر تتطلبه فصول المؤامرة الانقلابية التي تتاجر بالموت والجثث، كما تتاجر بأشخاص تستفيد من وجودهم في الحبس في محافلها الدولية، وهو أمر متفق عليه بين الدول الغربية والحكومة الأمريكية الداعمة للمؤامرة الانقلابية، إذ لا بد أن يكون لدى الوفاق ملف موتى وجثث ومعتقلون رجالاً ونساء وأطفالاً وطلبة ورجال دين وحقوقيين ونشطاء سياسيين وصحافيين ومصورين ومغردين ولاعبين ومغنين، وذلك كي تتدخل الجمعيات الأجنبية بكافة أنواعها ومختلف تخصصاتها لتدافع عنهم في المؤتمرات والندوات، فتثقل الملفات حتى يستطيع بعدها أن يقر المجتمع الدولي العقوبة على البحرين مثلما أقرها على العراق بنفس الطريقة والأسلوب.كما نذكر هنا بعضاً من الشيء للتسلية وتغيير الجو، وذلك حين ذكر في التقرير نفسه أن رجب أشار إلى فترة ميثاق العمل الوطني، حيث زعم بأن العائلة الحاكمة طلبت تحويل الدولة لمملكة مقابل التحول إلى ديمقراطية حقيقية، إلا أنه كما يقول «أخذوا المملكة، ولم يعطونا الديمقراطية».نقول له هنا؛ هل أخذوا مملكتك أو مملكة أسلافك كي تمن على العائلة الحاكمة وأنت تعترف بلسانك أنها عائلة حاكمة؟ نعم إنها عائلة حاكمة رغم على أنفك، وأنها مملكتهم إن شاؤوا سموها مملكة فسميناها معهم مملكة، وإن شاؤوا سموها أي اسم فنسميها معهم، لأنهم عائلة حاكمة وملوك أبناء ملوك، وليسوا مجهولي الأصل والفصل خرجوا للتو في البحرين ويريدون أن يخطفوا الحكم من ملوكها وأمرائها باسم غبي يسمونه ديمقراطية، تلك الديمقراطية التي يمتدحها في العراق، تلك الديمقراطية التي شردت شعب العراق الأصيل واستبدلته بشعب صفوي يحقد على كل شيء اسمه عربي، وذلك بعدما أقرت الدول الأوروبية وأمريكا عقوبتها على العراق والتي ينتظر رجب اليوم الدول نفسها أن تقر العقوبة ذاتها على البحرين، فبأي اسم بعدها أن تنادوا هذا المواطن الذي طار إلى جنيف ليطالب بإنزال أقصى عقوبة على بلاده، ألا وهي الاحتلال.
Opinion
بماذا يمكن أن تصفوا هذا الشخص؟
21 يونيو 2014