ليس من باب التهكم وليس من باب الدعابة؛ لكن حكاية «التيس» في البحرين أصبحت حديث الناس، وللذين لم يطلعوا على الخبر؛ فإنه باختصار يقول إن «تيساً» تم جلبه من السعودية ولكن لأسباب يبدو أنها بيطرية بقي التيس على جسر الملك فهد لتسعة أشهر.. ينتظر دخول البحرين!والله حكاية «التيس» تشبه حكاية قانون «الكنار»، نمسك الأشياء الصغيرة والبلاوي تعدي وتطوف (على الأقل جبتوا له عنز تسليه.. 9 أشهر مثل الحداد من غير فحم) يعني بالله عليكم ناس تتآمر على البحرين وتدخل بجوازات خاصة، والتيس المسكين توقفونه؟على الأقل التيس منه فايدة (لا حول ولا قوة إلا بالله) ما ندري من وين نداوي جروحنا، أصبح خبر التيس منتشراً لدى الأخوة في دول الخليج، وصار مصدراً للتهكم على إجراءات البحرين..!بعيداً عن موضوع التيس، وهو يصور لك «الحالة البحرينية» التي تحتاج إلى التعامل بقوة وأحياناً بشراسة مع كل من يشوه العمل الحكومي ولا يقوم بعمله، وبالتالي تخرج لك قضايا مثل قضية التيس، وياما في الحبس تيوس، ويمكن بعضهم مظلومين..!!بعد مقالي أمس حول منح بيوت الإسكان للإرهابيين، أرسل لي أحد الأخوة الكرام تعليقاً يستغرب فيه بأن يمنح الإرهابي بيت إسكان، ويحصل على كل الخدمات؛ معونة غلاء، بدل إسكان، مشروعات من تمكين، مشروعات من بنك التنمية، بدل تعطل، والقائمة تطول، ويقول هل تعلم (والمرسل يوجه كلامه إلى كاتب السطور) أن في كندا لو حصل وخرجت في مسيرة غير مرخصة فإنه توقف جميع معاملاتك إلكترونياً، ويوقف دعم التعطل، والضمان الاجتماعي لمدد محدد تصل إلى عشر سنوات..؟قلت في نفسي وأنا أجاوب على كلام الأخ، ويبدو أنه كان يدرس في كندا، لم أذهب إلى كندا، لكن المسؤولين في البحرين دائمو السفر ويطلعون على القوانين، لكن هذا هو حالنا اليوم، نرى الإرهاب يضرب ولا نتخذ إجراءات قانونية تحد من الأعمال الإرهابية، وتجعل من يقوم بها محاصراً على الأقل من جهة خدمات الدولة المجانية والمعونات التي تقدمها الدولة.لن أطيل عليكم اليوم؛ فهناك شعور لدى الناس أن الدولة لا تتخذ إجراءات حقيقية تحاصر الإرهابيين من خلال إجراءات بسيطة مطبقه في الدول الديمقراطية العريقة، اطلبوا من الأخوة في كندا معرفة قوانينهم المدنية لمحاصرة الأعمال التي تضر بالمجتمع ربما نستفيد منها.شخص يخرج في مسيرة غير مرخصة تسقط عنه كل هذه الخدمات من الدولة؟ ونحن لدينا كل يوم مسيرات ومظاهرات غير مرخصة، وأغلبهم موظفون في الدولة يتلقون كل المعونات، وكل يوم يذهبون إلى أعمالهم ويهاجمون الناس بكلامهم ضد الدولة، وربما يشتمون قيادتنا، ويستخدمون الإنترنت الحكومي لمهاجمة الدولة والجميع يتفرج..!الأخ الذي أرسل الرسالة أورد لي قصة عائلة عراقية مقيمة في كندا -وهي حكاية البطة- يقول الأخ.. تخيل يا هشام أن عائلة عراقية ربما كانت تعاني من ضيق العيش في كندا، وربما لم يملك في ساعتها رب العائلة شراء طعام لأسرته، فذهب إلى البحيرة وقام بتقديم طعم لـ (بطة) ومن ثم اصطادها وذهب بها إلى البيت حتى يقوم بطهيها للأسرة.خلال ساعة واحدة فقط، طرق رجال الأمن الباب، وسألوه عن البطة (كاميرات التي في الشوارع شغاله صح) ولماذا اصطادها من البحيرة، وأن هذا يجرمه القانون، فأخذت الشرطة العائلة بأكملها وقامت بترحيلهم من كندا، ليس لشيء إنما لأنهم انتهكوا القانون واصطادوا بطة..!هكذا هي الدول الديمقراطية، القانون قانون، ولا جوع يغفر تجاوز القانون، ونحن حتى الساعة وقعنا بين تيس معتقل على الجسر 9 أشهر وبين حكاية بطة في كندا وبين قانون «الكنار»، وهذه هي مصيبتنا.نترك الإجراءات ولا نحاصر الإرهاب، ولا نقطع دابره، ونتفرج على من يخرجون في مسيرات غير مرخصة، ومن يرهبون ويقتلون، بينما لدينا قوانين لا تفعل.لنفترض أن هناك أسباباً لدى الدولة لتؤجل قرار إسقاط الجنسية؛ ألا تتخذون قرارات تحاصر الإرهاب من خلال خدمات الدولة التي تقدم مجاناً؟قانون «الكنار» وقانون «التيس» وقانون «البطة» ليتهم يطبقون على المجرمين الحقيقيين في البلد..!!- رسالة عاجلة..تصريحات رئيس وزراء العراق ضد السعودية ودول خليجية كان ينبغي أن يتخذ ضده موقفاً موحداً من دول خليجية بعينها، حتى وإن لم يحدث بشكل جماعي، إلا أن على البحرين التي تعاني من تصدير الإرهاب من العراق للبحرين أن تتخذ قراراً سيادياً تجاه العراق..!
Opinion
البطة في كندا.. و«التيس» في البحرين!
17 مارس 2014