لا إخوان ولا سلف ولا مستقلون، فالظرف لا يحتمل الفرقة.. فكلكم اليوم إخوان، كلكم اليوم مهاجرون وأنصار، وكلكم اليوم الأوس والخزرج مجتمعين على راية لا إله الله إلا الله محمد رسول الله.. وهذه البحرين.. وهذا البحر من ورائكم وهذا العدو من أمامكم.. فاختاروا إما الوحدة والفوز وإما الفرقة والندامة.أكلناها بلعناها خطتهم الملعونة.. نعم قد أذهلهم ذلك الموقف الرهيب الذي لجم أمريكا لجماً، وقطع أنفاس إيران قطعاً، فما كان منها إلا أن تفرق من اجتمع في الفاتح، حيث احتارت فيه الكاميرات من أين تلتقط المنظر المهيب ومن أي جهة تختار الصورة المذهلة، وتلك كانت الخطة الملعونة «التفريق».ويوماً بعد يوم يزداد التفارق، ويوماً بعد يوم ينسى أبناء الفاتح مصيبتهم بعد أن تم تلهيتهم وتغيبهم عن ساحتهم واللحاق بساحة دول أخرى، فتركوا محنتهم وتركوا أرضهم التي مازال يحرقها الصفويون ويتآمر عليها الأمريكيون، وبدؤوا يغردون خارج السرب، وهكذا تفرق السرب، بعد أن شاغلتهم أمريكا وغافلتهم إيران، واستمر الانقلابيون يركزون على مؤامرتهم، فكل يوم ندوة ومؤتمر، وكل يوم تقرير وتصريح، وذلك بعد أن فرغت الساحة لهم، وذهب أبناء الفاتح بعيداً عن قضيتهم، وأخذوا يلاحقون الأخبار ويبثون الأنباء التي لا تخص البحرين وهي حالها حال.الخطة الملعونة بلعناها فأخذ بعضنا يكيل لبعض الشتائم والتهم، وكأن بينهم ثأر ودماء، حتى أصبح الانقلابيون يتفرجون ويتهامسون ويتبادلون التحيات والتبريكات مع الأمريكيين والإيرانيين على نجاح خطتهم، بعد أن استطاعوا أن يخترقوا تجمع الفاتح، بدءاً من التجمع الذي دخله المتسلقون الذين يبحثون عن المال والشهرة والسلطة، وآخرون يبحثون عن منصب متقدم في الدولة، وشباب سموا أنفسهم «ائتلاف»، وهم بالأصح التفاف يبحثون أيضاً عن مكان سياسي متقدم، بل ويطلبون تمثيلاً في الحوار، وهكذا بدأت خطة التفريق في النجاح، وهكذا بدأ التجمع يأكل بعضه بعضاً.لكن يبقى أبناء الوطن المخلصون الذين لا تغويهم ولا تغريهم مناصب ولا يمكن شراؤهم بالمال، لأن أنفسهم تربت على العزة والكرامة، ولم يعرفوا يوماً غدراً ولا خيانة، كما إنهم يملكون البصيرة ولديهم بعد نظر، ويعرفون كامل الخطة وأصول اللعبة التي يلعبها أهل الخسة والنذالة الذين اجتمعوا على البحرين ليبلعوها كما بلعوا العراق، ولكن مع الأسف هناك من الطيبين الذين استطاعت أمريكا وإيران مشاغلتهم وإبعادهم عن الساحة السياسية، لأنها تعلم أنه لو ظل التجمع بصلابته وقوته واستمر ذاك الإعلام الصاعق الذي استطاع أن يقف أمام الانقلاب، حيث تحول تلفزيون البحرين لقناته الأولى المفضلة، ليس لشعب البحرين بل لشعوب العالم، فأسكتوا القنوات الأجنبية والإيرانية التي لم تستطع رغم فبركتها ومحاولاتها إسكات أصوات الشرفاء، لذلك كانت الخطة الأمريكية الإيرانية أن تتكتم هذا الصوت وتشتته، فمنهم من ذهب وعاش ثورة مصر وما يحدث فيها من تقلبات، كما انقلبت الألسن التي كانت جميعها موجهة ضد الإرهاب الصفوي الوفاقي فإذا بها تأكل نفسها، تأكل رجال الفاتح الذين واجهوا بصدورهم الإرهاب الصفوي، وها هو دوار الساعة وها هي ساحة الشرفاء تشهد على وقفتهم للدفاع عن الشرعية الخليفية، حيث رفعوا صور حكامهم فوق رؤوسهم، وها هي التسجيلات تشهد على حبهم لحكامهم، أولئك الذين يتم التحريض عليهم اليوم، التحريض الذي صفقت له الوفاق وفرحت له أمريكا واستأنست به إيران، وذلك حين يخون الشرفاء بعضهم بعضاً، ومن هنا بدأ التفرق ومن هنا بدأ التجمع يأكل بعضه بعضاً.فأين العقلاء وأين من يصلح ذات البين؟ وأين من يؤاخي بين الأهل؟ وأين من يوحد الصفوف؟ فعن رسول الله صلى عليه وسلم قال: «آلا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا بلى يا رسول الله، قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة - أي تحلق الدين»، وأين من يسمع لقول الله تعالى «إن تمسسكمْ حسنةٌ تسؤْهمْ وَإِن تصبكمْ سيئةٌ يفرَحواْ بها وَإِن تصبرُواْ وَتتقواْ لا يضرُّكمْ كيدُهمْ شيئاً إِن اللهَ بما يعملونَ محيطٌ».فليس مصلحة الوطن ولا الشعب الاختصام والتخاصم والتنابز، لأن هذا ما يسعى له العدو الصفوي الغادر الذي يتفنن في تقاريره ويشمت بمقالاته على ما يحصل من أحوال بين شرفاء الفاتح، والذين نذكرهم بذاك اليوم التي تلاقت قلوبهم وتشابكت أيديهم في بيت الله، فهو الجهاد يا أبناء الفاتح.. يا شعب البحرين الأصيل.. أوله أن نجاهد أنفسنا ونسلل سخيمة صدورنا ونحتسب دفاعنا عن شرعية الحكم الخليفي وعن أرض البحرين هو جهاد في سبيل الله لا نبتغي وراءه مناصب ولا شكراً ولا تقديراً، وذلك حين يكون الأجر والثواب عند الله الذي وعد به عباده الصادقين «هذَا يوْمُ ينفعُ الصادِقينَ صدْقهمْ لهمْ جناتٌ تجرِي منْ تحتها الأنهارُ».إلى أبناء الفاتح..نذكركم بخطبة طارق بن زياد التي كم نحتاج لمثلها اليوم «أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر.. وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمراً ذهبت ريحكم، وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم».