عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الخاصة بهم والفضائيات التابعة لهم وتلك الداعمة والمتعاطفة معهم، وعبر كل وسيلة من وسائل الإعلام والاتصال يقومون بنشر أخبار مثيرة الهدف منها إحداث صعقة لدى المتلقي لضمان كسب تعاطفه ودفعه لاتخاذ موقف سالب من النظام، فعندما يصعق المتلقي من الخبر فإنه يتخذ على الفور موقفاً من الآخر من دون أن يتأنى كي يعرف وجهة نظره. هذا هو الأسلوب الذي تعتمده «المعارضة» في حربها ضد الدولة. هنا أمثلة توضح كل ذلك.ترى كيف سيكون رد فعل المتلقي عندما يقرأ أو يسمع هذا الخبر «النيابة العامة «تتوعد» طفلاً يبلغ من العمر «12 عاماً» بالاستجواب بعد الامتحانات الدراسية»؟ الطبيعي أنه سيتخذ موقفاً ضد النيابة العامة وضد الحكومة وضد الدولة التي يحدث فيها أن النيابة العامة تتوعد طفلاً في هذه السن بالاستجواب بعد أن ينتهي من أداء امتحانات نهاية العام المدرسي، والأكيد أنه سيتساءل كيف يمكن لهذا الطفل أن يذاكر وأن يركز في الامتحان وينجح بينما النيابة العامة تتوعده بالتحقيق، وقد تحيله إلى المحكمة التي قد تحكم بسجنه؟طريقة كتابة الخبر تجعل المتلقي يتعاطف مع الطفل ويصفه بالمسكين، وتجعله يحكم على النظام بأنه ظالم وقاس وبعيد عن الحكمة، وأنه لا يعنيه أبداً أن يكون المطلوب طفلاً في هذه السن ولا يعنيه أن ينجح أو يرسب أو يتعقد ويضيع مستقبله.هنا مثال آخر؛ «أسرة بحرينية تحتفل بمناسبة مرور 20 عاماً على طلبها الإسكاني»، وينشر مع الخبر صورة كعكة مكتوب عليها تاريخ تقديم الطلب.ترى كيف سيكون رد فعل المتلقي وهو يقرأ مثل هذا الخبر ويرى مثل هذه الصورة؟ الأكيد أنه سيتخذ موقفاً سالباً من الحكومة والنظام ويقرر على الفور أنها مقصرة في حق مواطنيها، لكنه لن يسأل عن الظروف والأحوال التي أدت إلى هذا الأمر، وسيعتقد أحد أمرين؛ إما أن الدولة مقصرة مع جميع مواطنيها، أو تتعمد تأخير تسليم هذه الأسرة بالذات بيت الإسكان الذي تنتظره لأسباب طائفية أو سياسية، وكلا الاعتقادين سلبي وكلاهما خاطئ.والحال نفسه مع أخبار مثل «الشرطة تغرق القرى بالغازات السامة القاتلة» و»الداخلية تطبق أسلوب العقاب الجماعي ضد القرى الشيعية» و»الاعتداء على جامع عالي تصعيد خطير وامتداد لأجندة هدم المساجد» و»البحرين مملكة القمع التي اعتدنا سماع رواياتها وقصصها المبتكرة»، وغيرها من أخبار تصاغ بهذا الأسلوب والهدف منها واضح.صائغو هذه الأخبار يعرفون أن المتلقي لن يسأل عن أسباب استخدام الشرطة لمسيلات الدموع، وسيعتقد أنها بالفعل قاتلة وسامة، وأنه لن يتردد عن التصديق بأن الداخلية تطبق أسلوب العقاب الجماعي فتغرق القرى بهذه الغازات لأن سكانها ينتمون إلى مذهب معين ولأنهم يطالبون بحقوقهم، كما يعرفون أن المتلقي لن يسأل عن الظروف التي أدت إلى كسر زجاج ساعة منارة المسجد ولا عن سبب دخول رجال الأمن في مواجهة مع المتظاهرين، وأنه سيقرر بأن هناك أجندة لدى الحكومة للإساءة إلى فئة بعينها وأنها لا تعطي أي اعتبار لبيوت الله، ولن يتأخر عن وصفها بأبشع الأوصاف والنعوت.هم يعرفون نفسية المتلقي ورد فعله عندما تصله مثل هذه الأخبار مصاغة بهكذا صياغة، لذا فإنهم يكثرون منها ويكررونها عبر مختلف الوسائل ويتاجرون بها. هم يفعلون ذلك لثقتهم بأن المنظمات الحقوقية في الخارج بشكل خاص ستشتري منهم تلك الأخبار بأعلى الأسعار كي تستفيد منها بطريقتها.هنا مثال أخير؛ لندقق في هذا الخبر ونتوقع الصورة التي تقفز أمام متلقيه في الخارج ورد فعله «مئات الطلبة والأطفال تزدحم بهم السجون ويتم حرمانهم من حقهم في تلقي التعليم»!