أُسدل الستار عن انتهاء دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلس النواب في البحرين، بنتيجة مخيبة للآمال والطموحات التي طالما علق عليها الشارع البحريني آماله للخروج بأفضل محصلة ممكنة من النتائج والإنجازات، لكنه مني بخيبات أمل، ربما كانت متوقعة لأسباب باتت معرفة للجميع.لا يبدو اليوم أن المواطن البحريني، ولا حتى المقيم هنا، راضون عن أداء مجلس النواب، وإن كانت هناك بعض الإنجازات البسيطة في هذا الفصل التشريعي، فهي إنجازات لا ترقى ومستوى طموح من خرجوا من بيوتهم لأجل التصويت لمرشح «فاشل»، ولربما يلوم الكثير من المواطنين أنفسهم بأنهم السبب الحقيقي في وصول من لا يستحق الوصول إلى قبة البرلمان، فلولا صوتهم لما سمعنا صوت هؤلاء النواب أو حتى حسيسهم وصمتهم تجاه الكثير من القضايا المصيرية التي ماتت قبل طرحها في المجلس فضلاً عن مناقشتها.لم يتغير من وضع المواطن البحريني الشيء الكثير، ولم تتحسن ظروف معيشته بالطريقة التي تليق بكرامته وتضحياته لأجل هذا الوطن، فالمواطن البحريني يعطي ويضحي ويقدم ويساهم في حركة وتقدم البحرين أكثر مما يقدمه أعضاء المجلس المنتخب، على الرغم أن المواطن يقبض مخصصاً مالياً أقل بكثير مما يقبضه نائبه «الخامل».أسدل الستار على فصل تشريعي لم يقدم فيه النواب ما يشفع لهم حالياً، حتى يرشحوا أنفسهم مرة أخرى للفصل التشريعي الرابع، ومن يفعل ذلك منهم، فإن للمصلحة الشخصية طغياناً في برنامجه الانتخابي القادم، ومن المؤكد أننا سوف نحترم من يحترم نفسه وكل الناخبين، فيمتنع عن الترشح إيماناً منه بضعف أدائه، وأنه وبقية أعضاء المجلس لم يلتزموا بتقديم مجهودات يشكرون عليها أو أنها عادت على المواطنين والوطن بالخير والفلاح.لربما كان هنالك بعض من النواب من سعى لأجل تحقيق أهدافه وتمرير برنامجه الانتخابي، ولو بالقدر الممكن تحققه على أرض الواقع، لكن حين يجد هؤلاء النواب الذين يعدون على الأصابع من يعرقل مساعيهم ويحطم طموحاتهم على صخرة المصالح الذاتية من زملاء لهم بالمجلس، فإنهم لن يستطيع تمرير ورقة واحدة من قانون أو حتى ربع اقتراح يصب في مصلحة الناس، من باب المثل الشعبي الذي يقول «يد وحده ما تصفق»، بل هنالك أيد تم بترها لأنها كانت تسعى لتمثيل الناس تمثيلاً حقيقياً، لكن في نهاية المطاف سيحكم الشارع على كل النواب حكماً واحداً لا يثنى، وهو أنهم جميعهم لا يستحقون أن يترشحوا للانتخابات القادمة، ولا يجوز أن ننتخبهم من جديد لو ترشحوا.نصيحتنا لكل النواب الذين انقضت مهمتهم مع انقضاء دور الانعقاد الحالي أن يفسحوا المجال لوجوه جديدة ودماء نابضة بحب الوطن والمواطنين، كما ننصح الناخبين أن يختاروا من يمثلهم بدقة وعناية، وأن يختاروا النائب الواعي والصادق والمخلص من أصحاب الكفاءات الوطنية، حتى لا يلدغوا من جحرهم للمرة الرابعة على التوالي، فالمؤمن الحقيقي «لا يلدغ من جحر مرتين»، فكيف تم لدغكم ثلاث مرات متتالية؟!
Opinion
احذروا اللدغة الرابعة إن كنتم مؤمنين
28 يونيو 2014