هي نصيحة لكل مواطن مارس حقه الدستـوري المكفول في «التحلطم» على نـواب البرلمـــان طـــوال السنـــوات الأربـــع الماضية، وقبلها النواب طوال السنوات الثمانية التي سبقت.النصيحة مستقاة من العنوان، إذ بالفعل مثلما تكونوا يول عليكم، وهنا أجزم بأن كثيرين أدركوا المغزى، فالتساؤل الذي يطل برأسه دائماً حينما نرصد استياء الناس وغضبهم من أداء النواب هو: من جاء بهم؟! ومن منحهم ثقته؟! ومن صوت لهم؟! ومن حتى عمل في حملاتهـــم الانتخابية؟! ومن ذهب يطرق هذا الباب أو ذاك ليقول للناس انتخبوا فلاناً وعلاناً؟!أليس الناس هم من انتخبوهم وأوصلوهم لكراسي البرلمان بما تحمله من مزايا و«برستيج» ومغريات وغيرها؟!نعم، ندرك بأن بعض الناس سيقولون بما معناه أنه «لم يكن هذا العشم فيهم»، وأن كثيراً من النواب فور وصولهم للكرسي المريح غيروا رقم هاتفهم بل غيروا وجههم، وأظهروا للناس وجهاً قبيحاً، ومنهم من تنكر لهم وبات يصد إن صادفهم بعدما كان يأخذهم في الأحضان حينما كان يستجدي الأصوات في فترة الانتخابات.نعم، هناك من ينقلب، إذ دائماً الحديد المطلي بماء الذهب المغشوش سرعان ما تبرز حقيقته، فيكتشف الناس أنه حديد وصدأ أيضاً، ولذلك يقول الناس في أمثالهم في توصيف الشخص الأصيل في وعوده وكلامه وحمله أمانة الناس بأن معدنه «ذهب أصلي» لا يتغير، وحتى إن أصابته النار فإنه يظل ذهباً وإن سال من الحرارة الشديدة.وعليه فإن المثل البحريني الشهير يقول: «خبز خبزتيه اكليه»، لكن هنا نرأف لحال الناس، فهم قد يكونون توسموا الأفضل بالأخص من بعض المترشحين الذين قابلوهم بوجه سمح طيب وأقاموا حفلات العشاء وبعضهم ساعد الناس ووزع عليهم معدات وحتى أموالاً، بغض النظر عن كونها مسألة خاطئة لأنها تدخل في إطار استغلال المال السياسي، نرأف بهذا الحال لأننا ندرك طيبة المواطن البحريني.لكن الآن وبعد ثلاثة تجارب خرج منها الناس باستياء من كثير من النواب، الكرة -كما يقال ونحن نعيش هوس كأس العالم- هذه الكرة في ملعب الناس، أنتم من تحددون من يمثلكم، أنتم من تختارونهم، وللأسف في التجربة النيابية الأولى كان هناك نفس الاستياء والغضب لكن البعض عاد ليصوت لنفس النائب الذي كان مستاء من أدائه، فمن نلوم هنا؟! هل نلوم النائب؟! أبداً لا، ففي عرف بعضهم «اللي تغلب به العب به»، لكن يلام من ذهب ليصوت له.لسنا نقول بألا تذهبوا وتنتخبوا، أبداً. بل هذا حق مكفول لكل مواطن، لكن النجاعة تتمثل بأن أمارس حقي بمسؤولية وذكاء، بحيث أؤمن أولاً بأن صوتي هذا ليس رخيصاً لأمنحه لأي كان، صوتي هذا مسؤولية وعليه يجب أن يذهب لمن يقنع بأنه كفؤ ومؤهل والأهم يثبت بأنه صاحب ذمة وضمير ويتعهد على نفسه أمام الناس بأنه سيكون صوتاً لهم، ويمنحهم حق محاسبته، بل ويكون أميناً ويعهدهم بالاستقالة إن حكموا عليه بالفشل.أعرف بأن الجزئية الأخيرة مستحيلة، فمن يستقيل من وضع هكذا؟! لكننا نقول بأنها «لو خليت خربت» وهناك من يترشح لأجل خدمة البلد وأهله. بالتالي نقول لمن يريد الترشح تكسباً واستغلالاً لصوت الناس «عيب عليك» و«استح على وجهك» و«خليك في البيت أحسن»، في المقابل نهيب بالكفاءات والوطنيين المخلصين بأن يدخلوا هذا المحفل، نهيب بالذين يؤمنون أن التغيير يبدأ من خلال الشخص نفسه، وأنه متى ما اجتمع الأشخاص الصح معاً فإنه يمكنهم التغيير وإبدال الصورة السلبية للمجلس.الناس عليهم مسؤولية بأن يمنحوا أصواتهم لمن يستحقها، ومن يترشح عليه مسؤولية أكبر بأن يكون أهلاً لتمثيل الناس.