من سيروج «لجلبي البحرين» و«مالكها» غير كوندليزا رايس الراعي الرسمي وحاملة شعلة الفوضى الخلاقة ومبشرة مشروع الشرق الأوسط الجديد؟ من سيجعل من خليل مرزوق حمامة سلام غير رعاته الرسميين؟ ألم يروجوا من قبل (لخيارات) الشعب العراقي الجلبي منها والمالكي؟ إنهم ينقلون التجربة حرفياً عندنا بلا زيادة أو نقصان؟شعب البحرين قد صم آذانه و أغمض عينيه عن كل التصريحات الأمريكية مادحة أحداً أو ذامة فيه، بل أنه يملك حساسية مضادة لكل شخص تمتدحه الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في ظل هذه الظروف فحين تشير لاسم بحريني بالمدح فإنها تعلن صراحة اسم العميل المجند لخدمة مصالحها.إن ترحيب الولايات المتحدة الأمريكية بالحكم على المرزوق و تلميحها «لشكل الحكومة» و«للحلول الطويلة المدى» يؤكد أنها مازالت تحاول أن تشكل ضغطاً على شعب البحرين للرضوخ والقبول برؤية الوفاق السياسية، وأن عبارات (نحن لا نتدخل) و (الحل يجب أن يكون بحرينياً) لا تعبر عن واقع الحال.ما نقوله للولايات المتحدة الأمريكية بأن كل جبروتها لن يجبرنا على الرضوخ لرؤيتها و يكفي أن يكون مديح كونداليزا رايس تحديداً لأي شخص أن يكون له مذمة عندنا.أما فرض رؤية الوفاق على شعب البحرين فمسألة غير واردة، إلا بتخاذل وخيانة من قبل طرف ما للشعب البحريني، فهي لم ولن تكون «حلاً طويل المدى» كما تروج له الوفاق وأمريكا معها، بل هي (كوبي بيست) لذات الرؤية التي رجحتها الولايات المتحدة الأمريكية للعراق من قبل حين تقدم بها حزب الدعوة العراقي، و دعمتها و روجت لها، و كوندليزا رايس هي ذاتها التي روجت لعملائها، وها نحن نرى النتيجة، هل وصول حزب المالكي للسلطة كان حلاً طويل المدى؟ هل التغيرات الدستورية في العراق كانت حلاً طويل الأمد؟ كان حلاً فرض على العديد من الفئات وزع العراق حسب الطوائف وقاد لتقسيمها بل أن العديد من أبناء الطائفة من الشيعة أيدوه لأن المراجع الشيعية أيدته فقط، والآن حين تسببت هذه الرؤية في مصائب وابتلاء العراق، أفاقت الولايات المتحدة من سباتها بعد فوات الأوان وأقرت بأن وصول أمثال المالكي للسلطة و بالاً على العراق، فما الذي تستفيده العراق من الصحوة الأمريكية المتأخرة؟ ما الذي تستفيده العراق من إقرار بريمر أن أمريكا رسمت سياستها في العراق بناء على معلومات مغلوطة؟ وماذا يستفيد العراق من تأنيب أوباما للمالكي أو القول بأنه إقصائي وطائفي، وماذا تستفيد من مذكرات تكتب خارج السلطة تقر بجرائمهم في العراق؟ فذلك علم نعلمه جميعاً (العراق ونحن) ما الجديد؟ السؤال من جلب هذا الإقصائي ودعمه ومازال؟ و ترتكب البحرين أكبر أخطائها إن هي استمعت لنصائح الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ مشروعها بدعم هذا الحزب مرة أخرى في البحرين بشتى الوسائل، والتصديق بأن هناك أجنحة معتدلة وأجنحة متشددة، فكلهم يأكلون (تب...) حين تقرر العمامة قراراً سياسياً، وعمامتهم هي من تقرر رئيسهم ورئيس وزرائهم وهي من تقسم المجتمع إلى يزيدي وحسيني وتدعي أن كربلاء ثانية تجري الآن في العراق، لذا ليست هناك أجنحة معتدلة كلهم عليهم التنفيذ والسمع والطاعة، بما فيهم الدمى الأمريكية الصنع حن تفتي العمامة، فهل نعلق مصير البلد بانتظار أن تقتنع أمريكا بهذه الحقائق بعد فوات الأوان؟إن الدعم الأمريكي سيظل موجوداً لهذا الحزب، والتصريحات الأمريكية ستتذبذب كبندول الساعة مسببة إرباكاً لمن عنده استعداداً للإرباك، والسبب ليس الولايات المتحدة الأمريكية بل السبب هو نحن، السبب هي البحرين لأن البحرين مترددة في اتخاذ قرار يقفل باب التدخل من أساسه بحظر هذه «الجماعة» وحظر التعامل معها وبسبب تأخر البحرين في التعامل القانوني الأمني مع قيادات الجماعة، واكتفائها بالتعامل مع وقودها.ستبقى البحرين في حالة استنزاف طويلة الأمد وعلى (الهولد) ووضعها مجمداً لا هو بالمتقدم ولاهو بالمتأخر وذلك انتحار سياسي في ظل هذه الفوضى الإقليميةوستبقى التصريحات الأمريكية تتوالى مادحة عملاءها تارة ومادحة القيادة تارة فذلك الإرباك مقصود ومتعمد، فإن دور الولايات المتحدة الأمريكية هو التأكد من بقاء الفرع البحريني لحزب الدعوة مفتوحاً مرخصاً غير محظور، إنها حريصة على سقي هذا الفرع كلما ذبل وكلما جفت ينابيعه، فتعيد إحياءه من جديد بتصريح يغذي عروقه مرة أخرى ، كي يبقى لها مسمار جحا يمكنها من تحريك الأوراق في هذه المنطقة وكل ذلك بسبب عدم اتخاذنا قراراً ينهي هذه المسرحية السمجة المكشوفة الفصول والمعروضة سابقاً.فهل ننتظر أن تقع الفأس في الرأس؟ هل تسمح البحرين لنفسها بأن تبقى الحلقة الأضعف ومنطقة الألم الخليجي وموضع النزيف المستمر؟ هل ننتظر أن تحقق الولايات المتحدة الأمريكية مشروعها في دول الخليج بتوفير البيئة التي تسمح لهذا الحزب تحديداً بالتسيد في البحرين، ثم بعد أن تقع الفأس في الرأس هل سينفعنا ونهلل ونفرح بتأنيب الرئيس الأمريكي «للمرزوق» بأنه إقصائي وطائفي و بأنه بسياسته الإقصائية تسبب في ثورة مضادة؟ أو ستنفعنا اعترافات متأخرة أن قراراتهم بنيت على معلومات خاطئة؟ أو ننتظر أن نقرأ مذكرات وزرائها السابقين وهم يقرون بأخطائهم؟ أو ننتظر اعترافاً بأن سياسة هذا الحزب تسببت في دخول التيارات السنية المتشددة؟ ثم نحمد الله ونسبح بحمد أمريكا حين تطالبه بتشكيل حكومة ائتلاف وطني أو التنحي من أجل الحفاظ على الأمن في البحرين و يرفض مستعيناً بفتوى يصدرها عيسى قاسم تجيز الجهاد الكفائي ضد السنة الداعشيين، وتضطر أمريكا بمساعدته بطائرات بدون طيار؟!هل البحرين تسير إلى هذا القدر المحتوم دون مقاومة؟ هل فقدنا المبادرة والحل والقدرة على الحسم؟ هل مازال أحد ما في هذا الكون ينتظر رضا أمريكا ومدح أمريكا غير البحرين؟ لعلمكم نحن الدولة الوحيدة التي مازال عندها (اعتقاد) في أمريكا (اعتقاد) الهندوس في البقر!!اصحوا أمريكا أصبحت (ملطشة) العالم.. إلا في البحرين فما زالت هي «البقرة المقدسة».