عندما نسمع أن شخصاً ما خضع لعملية ترشيق فيتبادر إلى الذهن فوراً موضوع التجميل أو العلاج، أما عندما نسمع بالترشيق الوزاري فيتبادر إلى الذهن تلك العملية الإصلاحية التي تخضع لها الحكومة، لكن عندما يصل الترشيق إلى الأمة بأكملها فتلك إبادة جماعية.كيان الأمة الإسلامية ووجوده يخضع منذ سنين لعمليات شفط ولفط وبتر وريجيم قاس وممارسة رياضات مضنية وكل ما من شأنه إنقاص الوزن إلى حد بقاء الجسد جلداً على عظم وبهيكل مشوه بغض النظر عن التأثيرات الجانبية وما قد يؤول إليه هكذا نوع من العمليات الخطرة، عمليات الترشيق هذه تجرى تحت أنظار العالم في أسوأ برنامج من برامج الواقع، برنامج من إعداد أمريكا وإخراج إيران وإنتاج وتمويل الدول العربية الواقعة تحت تأثير البرنامج، وهو من تقديم داعش وماعش «ميليشيات إيران في العراق والشام»، ولأن الجسد كبير وكبير جداً فإن هذا البرنامج الفج والمكشوف يحتاج إلى مراحل وحلقات ليحقق مراده وغايته، وهو برنامج لا يشبه باقي البرامج من حيث عوائده فبدلاً من أن يكون المنتج الرابح الأكبر يكون هنا الخاسر الأكبر وهو يدفع الأموال مقابل إبادة شعبه، أما مقدم البرنامج فله أجره كغيره من المقدمين، والرابح الأكبر فيه المعد والمخرج ولكل منهما سببه في إبادة المسلمين إلا أن الهدف واحد وهو الإبادة الجماعية، أسوأ حلقات هذا البرنامج كانت في العراق وسوريا وقد تولت أمريكا تقديم بعضها بنفسها عندما قصفت مناطق في العراق بمواد مشعة أدت إلى مقتل المئات وتسببت بتشويه الأجنة إلى اليوم كما هو حاصل في الفلوجة، كما إنها شاركت الميليشيات التابعة لإيران مناصفة في البعض الآخر عندما شاهدت ودعمت جرائم القتل والاغتصاب والتهجير والسجن حسب وثائق ويكيليكس.التآمر الغربي على المسلمين بات واضحاً ومكشوفاً بطريقة التعامل مع ملفي العراق وسوريا، فأمريكا التي امتنعت ثلاث سنوات عن تسليح الثوار الذين يتعرضون للإبادة الجماعية في سوريا، سارعت بعد ثلاثة أيام من إعلان الحكومة العراقية حربها على المتظاهرين السلميين في الأنبار بالإعلان عن عزمها تسليح الحكومة العراقية بالأسلحة الفتاكة ومنها طائرات الأباتشي لإبادة الأهالي، إن ما يجري للمسلمين لم يعد خافياً حتى على أبناء الدول الغربية ولم تعد صورته مشوشة، لدرجة أن رئيس بعثة البرلمان الأوروبي إلى العراق «ستروان ستيفنسون» أصدر بياناً قال فيه إن الهجمات ضد الإرهاب المزعوم ليست أكثر من غطاء لإبادة طائفية.برنامج الترشيق والإبادة هذا تتحمل مسؤوليته إيران والدول الغربية المؤيدة له والأدوات التي قدمته بشتى مسمياتهم الحكومية والميليشياوية ولابد من محاكمة كل من تورط فيه، ويتطلب من الدول الإسلامية والعربية منها على وجه الخصوص التحرك لإيقافه فالموضوع قضية وجود.