قبل البدء في الموضوع؛ نعرض ما جاء على لسان علي سلمان في تقرير نشر في 17 أبريل 2014 الذي ذكر فيه «إن منطلقات المعارضة واضحة، وهي تعرف الكلفة وقد وطنت النفس والعزم عليها، كما تعرف المآلات والنهايات وقد توكلت على الله سبحانه وتعالى». إنها خلاصة المشاورات بعد جولة الوفاق في أوروبا في يناير 2014 وبعد زيارتهم للمرجعية الإيرانية في العراق في مارس 2014، وعلى الدولة اليوم أن تتحمل مسؤولية ما يعزم عليه علي سلمان.. وأن تعرف بأنها تتعامل مع شخص مدعوم من الخارج ليس في قلبه ذرة ولاء للوطن ولا لأمة الإسلام.. وفي تصريحه هذا نقرأ إعلانه بأنه سينتقل إلى مرحلة المواجهة مع الدولة، كمواجهة حزب الله في مواجهته للدولة اللبنانية، ومواجهة الحوثيين للدولة اليمنية، إنها الكلفة والمآلات والنهايات التي يقصدها علي سلمان، وهو تهديد للدولة إذا لم تنفذ مطالبه.ثم نتطرق إلى ادعاء علي سلمان وكعادته كي يرمي الكرة في مرمى الدولة، إذ إنه متأكد بأن الدولة قد تنتظر منه إشارة أو كلمة أو عبارة لتدعوه مرة ثانية لمجالسها، وها هو يقول «لم تشعر المعارضة حتى هذه اللحظة ولم تجد أي جدية حقيقية».نقول للدولة أولاً وله ثانية؛ إن عدم الجدية هي ممن طار مباشرة إلى أوروبا، وها هو تصريحهم يقول «علي سلمان كان مفترضاً أن يكون ضمن وفد المعارضة لولا قرار منعه من السفر، والمعارضة تعقد لقاءات في كبرى العواصم الأوروبية هذا الأسبوع، وتهدف الزيارة إلى لفت النظر إلى الوضع الحالي في البحرين وكذلك للعمل مع شركائنا الدوليين في الجهود الرامية إلى تعزيز عملية الحوار الجاد».فمن الذي لم يأخذ دعوة ولي العهد بجدية حقيقية؟ ومن الذي يذهب للتشاور والتخابر مع دول أجنبية ويسميهم «شركاءنا»؟ شركاؤكم في ماذا؟ شركاؤكم في المؤامرة الانقلابية أم شركاؤكم في ذبح الأمة.طاروا إلى أوروبا ثم يتهمون الدولة بعدم الجدية؟ لم يتوقف إرهابهم ساعة ثم يقولون لم نستشعر ولم نتحسس! فأين الجدية التي يطالب بها هؤلاء؟ وها هو يقول في نفس التصريح «نحن نؤمن بأن من حقنا أن نعتصم في الدوار ونتظاهر في العاصمة». نعم يريدون أن يعودوا إلى الدوار، ويريدون أن يطلق سراح سجنائهم كي يقفوا معهم مرة ثانية على المنصة ويعلنوا جمهورية الولي الفقيه، هذه الجدية التي يريدون أن يستشعروا بها، وذلك بعد أن ينطلقوا مجدداً إلى الدوار ومن ثم اختطاف المنامة، وذلك بعدما جهزت الخطة لديهم بتطويق البحرين وعزلها بتلغيمها بالمتفجرات، لأن لديهم الكفاية من السلاح والعتاد والمتفجرت التي تم تزويدهم بها عبر الشاحنات والناقلات واللنجات والطيارات، كما لديهم قادة عمليات ولديهم ميلشيات مدربة في المعسكرات.بعد كل هذا الارهاب والدم المسفوك لرجال الأمن لا زالت الدولة تسعى بالحلول وتطرق عليهم الأبواب، وهم لا زالوا يقابلون كل دعوة بتحدٍ وزيادة في الإرهاب الذي يسقط كل يوماً جراءه ضحايات وتحرق الأملاك وتستنزف المقدرات وتستهلك الطاقات.لكن شعب البحرين اليوم قد ضاقت نفسه، ليس من الإرهاب، بل بالطريقة التي تتعامل معها الدولة مع رؤوس الإرهاب، هؤلاء يريدون من الدولة أن تفتح لهم مؤسساتها بقدر أكبر وأن تعطيهم مسؤوليات الوزارات الخدمية حتى تكمل حلقة السيطرة على البنية التحتية، والتي منها الممرات والطرقات وما تحت الطرقات والأراضي والتصاريح، كما يريدون أن يفتح لهم المجال في المؤسسة العسكرية مثلما فتحت لهم المؤسسة الأمنية، حيث تمكنوا اليوم من إدارات المرور وكذلك الجوازات والجمارك والموانىء، وغيرها من المؤسسات الحيوية وشركة الطيران التي أصبحت بالكامل في يدهم، فقد دربت الدولة لهم الطيارين ومهندسي الطيران، كما أعدت منهم القادة الذين ابتعثتهم من خلال برامجها إلى أفضل الجامعات.إذاً الجدية في الحوار والتي يسأل عنها علي سلمان هي أن يفتح له المجال كي يتمكن من الوصول إلى كرسي رئيس الوزراء، ومنه إلى كرسي الحكم.. وهو الذي حدده بالضبط عندما قال «سنكون في السلطة في المستقبل المنظور»، وأننا سنعود ونذكر امتثالاً لقول الله سبحانه وتعالى «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين».