ودع المنتخب العربي الجزائري لكرة القدم المونديال البرازيلي، بعد سيناريو مشرف للكرة العربية بدأه بخسارة صعبة أمام بلجيكا عوضها بفوز كاسح ومستحق على المارد الكوري الجنوبي، وأتبعه بتعادل ثمين مع المنتخب الروسي، ليتأهل إلى الدور ثمن النهائي ويجد نفسه في مواجهة تاريخية عصيبة أمام الألمان أعادت إلى الأذهان ذكريات موقعة مدينة "خيخون” الإسبانية في مونديال 1982 حين فاز الجزائريون بقيادة مادجر والأخضر بللومي على الكتبية الألمانية بقيادة "رومنيجيه”، تبعتها المباراة التاريخية بين ألمانيا والنمسا والتي وصفت بالمؤامرة التي هدفت إلى إبعاد الجزائر عن الانتقال إلى الدور الثاني آنذاك!!موقعة "بورتو اليجري” البرازيلية التي دارت فصولها الليلة قبل الماضية شهدت ظهوراً جزائرياً متميزاً حبس أنفاس الألمان وأجبرهم على تمديد زمن المباراة إلى وقت إضافي تمكنوا فيه من ملامسة الشباك الجزائرية في مناسبتين، قبل أن يقلص الخضر النتيجة في الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة التي تميزت بالإثارة والندية وضياع الفرص من كلا الطرفين مع تألق حارسي المرمى، وخصوصاً الحارس الجزائري "امبولحي” الذي كان نجماً أول للمباراة بلا منازع.الأداء الجزائري المتصاعد في هذا المونديال شكل مصدر فخر واعتزاز للكرة العربية ورفع من أسهم الأبطال الجزائريين في بورصة السوق الأوروبية وكشف عن تميز المواهب الجزائرية التي تحتاج إلى المزيد من الرعاية والاهتمام والمزيد من فرص الاحتكاك لكي يزداد بريقها لمعاناً في الاستحقاقات القادمة.لقاءات الجزائر الأربعة جسدت اللحمة العربية وكيف أن الرياضة عامة، وكرة القدم خاصة، تستطيع أن تجمع العرب على مائدة واحدة مهما تباعدت بينهم المسافات واختلفت العادات والتقاليد، فلقد لمسنا هذه المشاعر العربية الصادقة من خلال الحضور الجماهيري العربي فوق المدرجات ومن خلال المتابعة الحثيثة عبر شاشات التلفزة في مختلف دول العالم.صحيح أننا أسفنا جداً لضياع العديد من فرص التسجيل الجزائرية في مباراتي بلجيكا وألمانيا وأسفنا أكثر لخروج الخضر من الدور ثمن النهائي غير أننا سعدنا بالأداء الجزائري المتطور بقيادة البوسني خليلوفيتش الذي ذرف الدموع وهو يودع الجماهير بعد نهاية المباراة في مشهد مؤثر جداً.بهذا المشهد أسدل الستار على مشاركة الجزائر -ممثل العرب الوحيد في المونديال البرازيلي- تاركاً انطباعاً إيجابياً لدى الأوساط الكروية الدولية في طريق عودته مرفوع الرأس إلى بلد المليون شهيد على أمل أن يستقبل استقبال الأبطال.
Opinion
الخضر شرفوا الكرة العربية
02 يوليو 2014