إن قبل المالكي التنازل عن كرسي الرئاسة وتنازل الأسد عن كرسي الجمهورية وسلم الحوثيون السلاح، في هذه الحالة سترجح كفة الأصوات المعتدلة وتتنازل «الوفاق» وتدخل الانتخابات، أما والعكس -هو الأكثر ترجيحاً- فإن الاثنين لن يقبلا التخلي عن الحكم وفي الغالب سترجح كفة الأصوات المتشددة وستكون لها الكلمة الأخيرة في الفرع البحريني، وستعمل الوفاق في الحالتين كلتاهما دخلت أو لم تدخل الانتخابات على تعطيل مسيرة الدولة - فذلك هو دورها- كما عطل حزب الله و حزب المالكي قيام الدولة في لبنان والعراق فالمشروع واحد وقراره واحد. لذا فإن تعرض مملكة البحرين الدولة العضو في مجلس التعاون الخليجي مسيرتها التنموية وأمنها وأمن مجلس التعاون للخطر بانتظار أن تتغلب (أصوات الاعتدال) على أصوات التشدد في الوفاق هو قرار سياسي خاطئ وخطير في ذات الوقت، ففي هذه الفترة التي ستبقى فيها البحرين بوضع «الانتظار» ستتحرك فيه هذه الجماعة على كل صعيد محلي وخارجي، وستتصاعد حدة الإرهاب وستكون بقية الأذرع ملاذاً قانونياً و إعلامياً للإرهابيين تمجد أفعالهم وترفع راياتهم، وستبقي البحرين باباً للتدخل -الأمريكي تحديداً- مفتوحاً على مصراعيه كما حدث ومازال حتى اللحظة بتعليق الأمريكان على الحكم الصادر بحق المرزوق وبحضورهم محاكمته، وبتلميحها إلى (شكل الحكومة) التي ترغب الولايات المتحدة الأمريكية رؤيتها في البحرين، حيث غيرت التعبير فقط من إصلاحات «ذات مغزى» إلى إصلاحات «طويلة الأمد» ..... و هكذا لن ننتهي!!لهذا لا ندري حقيقة ما هو مفهوم أو صورة (المضي قدماً، والاستمرار) في البحرين في تغلب الصوت المتشدد في الوفاق، أوعدم دخول الوفاق الانتخابات؟ هل ذلك يعني أن السياسة الأمنية ستبقى محصورة في القبض على الإرهابيين وترك ماكينة التحريض دون المساس بها؟ هل ذلك يعني الاستمرار في ترك هذه الجماعة مرخصة وفقاً للقانون لتتجاوز حدود السيادة الوطنية والتعاطي مع الحكومات الأجنبية والمنظمات الدولية دون ضوابط؟ هل ستكتفي البحرين بالقبض على الجنود الميدانيين في أرض المعركة وترك غرفة العمليات مستمرة في العمل ومستمرة في التجنيد؟ إن كان هذا هو مفهوم وصورة (الاستمرار والمضي قدماً) فإننا (نبشركم) ففي هذه حالة لن تتمكن البحرين بالمضي قدماً والاستمرار في التنمية، فجماعة المرشد الأعلى الإيراني بكل أذرعها (الدينية و السياسية والإعلامية) تعمل على تعطيل المسيرة بكل طاقتها، إما عبر الدعم اللوجستي للإرهاب تحريضاً وتمجيداً، أو عبر الاستعانة بالولايات المتحدة الأمريكية.تمسك المالكي وبشار بالكرسي هو تمسك إيران بالمشروع وكذلك الحال بالنسبة للوفاق، تمسكها بشكل وطبيعة الحل (طويل الأمد) الذي لمحت به الولايات المتحدة الأمريكية، هو تمسك إيران بالمشروع فالمشروع الإيراني يهدف إلى تعطيل مسيرة الدول العربية من البحرين إلى لبنان فهل بعد وضوح هذه الرؤية ننتظر أو نأمل بتغلب لصوت الاعتدال عند المالكي أو بشار والوفاق؟!!
Opinion
المشروع واحد
30 يونيو 2014