مراهنات كثيرة على الدور المصري خلال الفترة المقبلة بعد فوز المشير السيسي بالانتخابات الرئاسية، وهو الدور الذي افتقده العرب منذ أكثر من ثلاث سنوات. حيث يتطلع العرب لأن تعود السياسة الخارجية المصرية نشطة كما كانت في السابق، وتساهم إلى جانب بعض الدول العربية في انتشال المنطقة من أوضاعها المتردية بسبب الثورات الشعبية والتدخلات الإقليمية والدولية. هذا الرهان لا يمكن أن يتحقق إذا عملت النخبة الحاكمة الجديدة في مصر لوحدها، فالتحديات في الداخل والخارج المصري كبيرة وبحاجة إلى تعاون عربي جماعي. ومن اللافت أن هذا التعاون العربي بدأ قبل الإعلان عن النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة المصرية، فهناك دعم كبير من الرياض وأبوظبي والكويت. السؤال هنا؛ هل يظهر محور ثلاثي في النظام الإقليمي العربي المنهار إلى حد كبير يكون محوره كل من الرياض والقاهرة وأبوظبي؟هذا الخيار وارد إلى حد كبير، وهناك قبول لدى الرأي العام العربي بهذا المحور الذي يمكن الاعتماد عليه والتعويل عليه خلال الفترة المقبلة. ويعد أيضاً فرصة تاريخية للحد من التدخلات الإقليمية والدولية. من الواضح أن هناك محاولات خليجية ومصرية لاحتواء طهران وليس استهدافها مباشرة، وهي خطوة من شأنها الحد من بدء حرب باردة في الخليج العربي في ظل التقارب الأمريكي والغربي ـ الإيراني. فالحرب الباردة في الخليج خطرة للغاية، وستزيد كثيراً من الإنفاق العسكري الذي يعتبر مرتفعاً في الأساس بدلاً من إنفاقها على مشاريع التنمية مع تزايد الاحتياجات الشعبية في هذه الدول.ليس متوقعاً أن يمر هذا التحالف بهدوء، فلا يبدو أن طهران لديها الرغبة في وجود حلف ثلاثي عربي قوي كما يتصور له أن يكون مرحلياً، خاصة وأنه يتعارض مع طموحاتها بالهيمنة على منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وبسط نفوذها هنا. ولا أعتقد أن الغرب قد يبدي حماساً لمثل هذا الحلف الثلاثي التي قد تواجه مصالحه في ظل الفتور الخليجي ـ الغربي، والعربي ـ الأمريكي في العلاقات. بالمقابل فإن هناك تحديات ملحة تتطلب معالجات ومواجهات عاجلة للحد من تدهور الأمن والاستقرار عربياً قبل الحديث عن كيفية تحسين مستوى المعيشة وتطوير الخدمات. فالأمن هو المطلب الملح لدى الشعوب العربية اليوم وليس غيره. ومن المتوقع أن يلعب دوراً فاعلاً في عودة الاستقرار إلى مصر، ومواجهة التحديات غير المسبوقــة عربيــاً.