اًعندما تطرق رئيس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، في لقائه الأخير الإثنين الماضي بمجلسه العامر بقصر القضيبية، والذي حضره ممثلون عن مختلف شرائح المجتمع وأطيافه، عندما تطرق إلى موضوع التقرير الذي كشف تورط البعض في تلقي مساعدات خارجية للتدريب على ما لا يتفق مع القوانين المرعية في البلاد، تساءل بألم وحسرة ومرارة عن كيف يمكن لمواطن بحريني أن يقبل على نفسه التحول إلى أداة في يد الآخر الذي يعرف تماماً أنه يريد الإضرار بوطنه وبخيراته وبأهله وأنه يتوفر الكثير من الأدلة على ذلك؟ عند هذه النقطة تحديداً قلب سموه عيونه في الحاضرين باحثاً عن إجابة مقنعة، فلم يجد سوى السؤال نفسه والألم مرتسمين على كل الوجوه، ذلك أن أمراً كهذا لا يؤدي إلا إلى سؤال كهذا ولا يؤدي إلا إلى هذا المقدار من الألم الذي لا تستطيع وجوه المخلصين لهذا الوطن إخفاءه. سموه أبدى دهشته واستغرابه من هكذا تصرف ودعا إلى عدم التهاون مع كل من يثبت تورطه في هذا الموضوع، لأنه باختصار لا يمكن القبول بالخائن بيننا، فلا مكان لمثل هذا «النفر» في بلاد يعتز مواطنوها بالانتماء إليها ويرخصون من أجلها الغالي والنفيس ويعملون جهدهم للإعلاء من شأنها وتميزها ويرفعون بكل فخر واعتزاز رايتها، وشدد على أنه سيتم محاسبة كل من يتورط في زعزعة أمن المواطنين.خليفة بن سلمان الذي بدا رغم كل شيء هادئاً ومهتماً كعادته دائماً بالإعلاء من قدر كل ضيوف مجلسه بمختلف مراتبهم ومكاناتهم نبه إلى أن هذا النوع من المساعدات الخارجية والتي تأتي في صورة برامج تدريبية إنما هي حيلة للولوج إلى الشأن الوطني، وأوضح بأن البحرين لا يمكن أن تقبل من أحد التدخل في شؤونها وحذر من المؤامرات التي تحاك ضد البحرين ودعا إلى العمل على إفشالها لأنها تؤدي بالضرورة إلى جر هذه البلاد إلى الفوضى والتدمير.سموه رأى أن من العوامل التي تتيح للآخر فرصة التدخل في البحرين الانفتاح الذي تتميز به والذي يستغلونه لزعزعة الاستقرار الذي تتمتع به هذه البلاد العصية عليهم والتي يفاجؤون بوعي شعبها وإرادته الصلبة، ونوه بالمواقف التي لا تنسى للمخلصين من أبناء هذا الشعب والتي كانت السبب الأول وراء إفشال كل تلك المخططات وستكون السبب الأول أيضاً وراء إفشال كل مخطط جديد يستهدف هذه الأرض. الانفتاح والحرية والأجواء الديمقراطية التي تتمتع بها البحرين ومختلف دول التعاون يتم للأسف استغلالها من قبل الأجنبي لنشر الفرقة والفتن وتوفير أسباب التقسيم بين أبناء الوطن الواحد، لكن ما يدمي القلب -يقول سموه- هو أن من يعينهم على تحقيق مآربهم هم بعض أبنائنا الذين من الواضح أنهم لا يدركون حجم الخطأ الذي يرتكبونه في حق وطنهم فيساعدونهم على تعطيل التنمية وهدم ما تم بناؤه بدل صدهم ومحاربتهم. تألم صاحب السمو من هكذا موقف للبعض من أبناء البحرين ممن ورطوا أنفسهم في التعاون مع الأجنبي الذي لا يريد الخير للبحرين سببه هو أنهم بدل أن يسعوا إلى الوفاء بدينهم تجاه وطنهم والعمل على الإعلاء من شأنه وضعوا يدهم في يد الأجنبي وهم يدركون تماماً أنه إنما يستخدمهم مطية ليصل إلى أهدافه الشريرة. تألم سموه من هكذا تصرف من قبل ذلك البعض هو لأنه يعرف معدن أهل البحرين جيداً ويعرف أنهم على مدى التاريخ يقفون في الشدائد صفاً واحداً يدافعون عن وطنهم ولا يرضون عليه أبداً، ما يدفع إلى التساؤل عن هذا الذي يحدث والأسباب التي تجعل هذا البعض من المواطنين يغرسون السيف في ظهر وطنهم بدل أن يغرسوه في صدر عدوه وعدوهم