لو كنت أعلم بأن 300 كلمة فقط من لسان الحارس الدولي السابق حمد الرويعي ستحرك الشارع الرياضي البحريني بهذه الطريقة وستحرك أقلاماً نائمة، لطلبت من وزيرة الدولة لشؤون الإعلام أن توجه قناة البحرين الرياضية وإذاعة البحرين بتخصيص برامج يكون ضيفها الرويعي ذاته من أجل إنقاذ الجفاء الذي تعانيه الكرة البحرينية على الصعيد المحلي، كون كلماته خلقت حراكاً إعلامياً وجماهيرياً كبيراً.حمد الرويعي وعبر 300 كلمة قال فيها رأيه وبكل حرية عن توقعاته للموسم الكروي الجديد، استطاع أن يسقط العديد من الأقنعة ويقدم درساً مجانياً في الكثير من الأمور، ولعل الأمر الأبرز هو الكشف عن عدم وجود ثقافة الرأي والرأي الآخر في مجتمعنا الرياضي وعدم تقبل الآخر حتى لو أعلن عن رأيه دون المساس بكيان أحد.أعجبتني «فزعة» المحرقاويين ضد الرويعي عندما قال بأن فريقهم سيكون ضيف شرف في هذا الموسم، وهذا الأمر لم يعجبهم على الرغم بأنه رأي وليس انتقاداً، وللتوضيح فأن الرويعي أشاد بتعاقدات نادي المحرق ولكنه اعتبر بأن الاستقرار قد يؤثر على الفريق وهنا لم يخطئ بحق كيان المحرق، ولكن «فزعة» المحرقاويين التي أعجبتني ضد الرويعي لم أشاهدها في المدرجات وفريقهم يخوض أصعب المباريات في الموسم الماضي وكان يعاني ويفقد النقاط الواحدة تلو الأخرى، فكان حضور جماهير المحرق خجول على الرغم من المحاولات الجبارة التي كانت تقوم بها حسابات النادي الرسمي وحسابات مجلس جماهير المحرق على مواقع التواصل الاجتماعي في سبيل دعوتهم لمساندة الفريق ولكن كان الوضع وكأنه «لا حياة لمن تنادي» عدا مجموعة صغيرة كانت تحضر وتشجع وكان حضورها كعدد لا يتناسب مع جمهور المحرق العريض.وعلى الجانب الآخر .. ما أثار استغرابي هو التصرف الذي قام به نادي الرفاع الشرقي عندما أصدر بياناً رسمياً نشره على موقعه الخاص بحساب الأنستغرام ثم عاد و«حذفه» بعد دقائق حينما استشعر بخطئه، فكان بياناً دون مضمون وتحدث على تأكيده بأن نادي المحرق كيان عريق وكأن الرويعي أنكر ذلك، وتابع بيان الشرقي أن التصريحات التي تطلقها بعض الشخصيات لا تمثل النادي، فنادي الرفاع الشرقي وعبر هذا البيان أقحم ذاته في موضوع ليس له علاقة فيه، فحينما يكون فريقه فارس من فرسان الدوري فيحق لكل رياضي أن يقول رأيه في الفريق، وهل يعني ذلك بأن الرفاع الشرقي سيصدر بياناً في حق كل شخص يتحدث عن الفريق طوال الموسم وسيصادر رأيه؟!. هناك بعض الخفافيش الذين حاولوا التطاول على شخصية الحارس الدولي السابق حمد الرويعي كذلك، من رياضيين ومتابعين، ولكن للأسف هؤلاء أصبحوا أضحوكة أمام المهنيين في بلاط صاحبة الجلالة «الصحافة» لأن من يتمعن لدقائق فقط في تصريح الرويعي سيتضح له بأنه كان تصريحاً طبيعياً لم يقلل من شأن أحد بل أنه احتوى رأياً مبنياً على مسببات لا أكثر ولا أقل!.شكراً حمد الرويعي فكلماتك القليلة أكدت بأننا لم نعتد مثل هذه الصراحة والجرأة في المجال الإعلامي الرياضي، فمن تهجموا عليك مدافعين عن ناديهم هم ذاتهم كانوا أوائل من هاجموا إدارات أنديتهم ووصفوا مسؤوليهم بالفشل .. فعليك أن تعود لتغريداتهم للتأكد من ذلك .. إذا لم تكن قد مسحت الآن!!.