بعد عمل دبلوماسي قضاه في العراق اتسم بالضعف والانحياز بسبب المجاملات مع الحكومة دون أثر ملموس، وقف بريت مكورك نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون العراق وإيران أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس الماضي ليتعرض لانتقاد شديد ويقول كلمته بخصوص العراق، كلمة مهمة وموضوعية ختمها بتوصيات ربما ستحدد سياسة أمريكا القادمة في العراق.الكلمة مرت على محطات كثيرة سبقت وأعقبت الانهيار الذي حصل لجيش المالكي، ويتضح منها أن الأمريكان قلقون من الموارد المالية الشهرية المرتفعة لداعش، كما إنهم لا يثقون بسياسة المالكي في قضية محاربتهم، فهناك هوة عميقة في الخطط العسكرية بين الأمريكان وبين قوات المالكي، والقادة الذين يعتمد عليهم يعملون على تضليله دوماً، كما تبين من الكلمة أن الخبراء الأمنيين الذي وصلوا العراق والبالغ عددهم 700 تعرضوا للإرباك نتيجة تعاملهم مع المالكي الذي نصحوه بعدم دخول تكريت وأصر على ذلك ومازال يتكبد الخسائر نتيجة إصراره.وبرغم أن كلمته غضت الطرف عن الدور الإجرامي للميليشيات الشيعية وتضمنت ثناء ضمنياً للدور الإيراني والروسي في العراق، إلا أنه قال بصراحة إننا تعرضنا لإحباطات شديدة مع الحكومة العراقية، وهذا ما دفع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية للقول بوجوب تغيير المالكي ووقف أي تعاون عسكري معه.أما التوصيات المقدمة للحل في العراق بعد تشكيل حكومة جديدة، فتلخصت بضرورة إطلاق سراح المعتقلين غير المدانين وتعديل قانوني الإرهاب واجتثاث البعث وتفعيل فقرات الدستور المتعلقة بالحكم الفيدرالي وسحب الجيش من المدن وتعزيز قوات الأمن وتدريبها، وركزت على ضرورة إطلاق أمريكا لمبادرة سياسية أو عسكرية مع الجماعات المسلحة التي حددتها بثلاث جماعات يجب أن تكون لكل منها مبادرة معينة؛ هذه الجماعات هي داعش وقد استبعدت إمكانية التفاهم معهم لكنها دعت إلى عرض المبادرة عليهم، والبعثيين بجناحهم المسلح وتوقعت أن بعض قياداتهم سيوافق على المبادرة وبعضهم سيرفض، إضافة إلى إحدى فصائل المقاومة المحلية التي توقعت إمكانية الوصول معهم لحل.ويلاحظ على التوصيات الكثير من الإيجابية؛ فهي تعالج جزءاً كبيراً من مطالب العرب السنة، كما إنها تتعامل مع من هم على الأرض لا مع السياسيين الذين لا يملكون شيئاً من الحل، وفي النهاية هي توصيات قد يأخذ بها مجلس الشيوخ أو يتركها، لكنها توصيات مهمة كونها جاءت من الإدارة ومن تقييم ميداني.من المتوقع أن تعتمد هذه التوصيات وتعمل الإدارة الأمريكية عليها بعد تشكيل الحكومة فوراً، عندها ستكون البداية بفتح قنوات الاتصال مع من هم على الأرض للحوار، ولابد للعرب السنة الذين أصبحوا بين المطرقة والسندان من التعامل مع الموضوع بحكمة تحقق مطالبهم، وإن لم يفعلوا فسيضطرون للحوار مستقبلاً؛ لكن مع الإيرانيين الذين يعملون الآن على إبادة العرب السنة.