التحدي الأكبر أمام العرب بعد وضوح الرؤية عقب فوز المشير السيسي بالرئاسة المصرية هو زيادة التنافس الدولي على المنطقة أكثر فأكثر رغم وجود حالة عدم الاستقرار والفوضى الخلاقة.الغرب الذي يواجه تحديات على حدوده الشرقية مع موسكو اليوم ليس بمعزل عن التطورات الجارية في الشرق الأوسط، ومع فشل مشروعه الاستراتيجي لإعادة تشكيل المنطقة بالفوضى الخلاقة، إلا أنه لن يقف مكتوفاً أمام تراجع نفوذ الولايات المتحدة مثلاً، أو التباين في العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي كلاً على حده. فهناك سباق محموم من بعض الدول العربية التي تطمح لأن تكون قوة إقليمية على كسب ود بعض الدول الغربية من خلال تعزيز العلاقات باستثمارات ضخمة غير مسبوقة. بالمقابل هناك دول عربية تسعى للحفاظ على مصالحها وإن كانت على حساب علاقاتها مع الغرب.نموذجان مختلفان كثيراً لدى الدول العربية اليوم، والسؤال هنا: أي الأسلوبين سيتم تفعيلهما أكثر خلال الفترة المقبلة؟المنافسة الإقليمية والدولية على المنطقة ستزيد مع وجود طموحات ومصالح لجميع الأطراف، ولكن هناك صحوة وقناعة بضرورة المواجهة، والعمل على حفظ المصالح عربياً. ولذلك هناك تعويل كبير على ظهور محور خليجي ـ مصري قادر على مواجهة التحديات والتدخلات بعد المؤشرات الحالية بعودة القاهرة إلى دورها الريادي.لا يتوقع أيضاً مقابل التدخلات المختلفة في الشؤون العربية أن تكون العلاقات العربية وثيقة للغاية مع الغرب بقدر ما هي علاقات قائمة على الحذر والشك المزمن بعد أن عانى العرب كثيراً من التدخلات التي قادتنا اليوم إلى الفوضى. على صعيد جامعة الدول العربية، فإن القناعة في ازدياد بمحدودية دورها وعجزها في مواجهة التحديات، بالإضافة إلى عدم الاهتمام العربي بإصلاح بيت العرب. وهو ما يفتح المجال أمام ظهور التحالفات العربية الجديدة التي باتت أكثر وضوحاً من ذي قبل. أيضاً لا نعتقد أن المنطقة العربية ستشهد تغييرات سريعة على صعيد الحدود، ولكن التغيير في السياسات والتحالفات سيكون واسعاً، فأعداء الأمس قد يكونون أصدقاء اليوم، وقد تظهر بين العرب حالة الأعدقاء التي هي مزيج مبتكر بين «الأصدقاء والأعداء».