حلم لم يكن يراود الوفاق يوماً بأن تحصل بعد مؤامرتها على الحكم على هكذا فرصة، والتي قد تكون الثلث أو أكثر من السلطة، وذلك حسب ما تتناقله الأخبار عن صفقه بين الدولة وبين الوفاق، وبعدها تصبح الوفاق ليس جمعية سياسية بل دويلة في طور النمو، فبأي خطاب ممكن تخاطبها بعد الدولة، وبأي طريقة وسيلة يمكن للدولة أن تسحب منها ما قدمت لها.فبأي حق تستحق الوفاق المحاصصة، وبأي حق أن تستحق الوفاق أن يكون لها وجود في الدولة بعدما قامت به من إرهاب كادت الدولة أن تذهب منه في لحظة، الوفاق التي تعقد الصفقات وتتآمر على البحرين علناً وليتها كانت سراً، ثم ننتظر بعدها مفاجأة المكافأة التي قد تذهب عقل العاقل وتسلب لب الحكيم، وتخرج منه العيون من محاجرها وتقفز القلوب غيظاً من القهر، وذلك عندما نرى جمعية فعلت ما فعلت وإذ بها يقدم أعضاؤها وزراء ووكلاء وتكون لهم الكلمة المسموعة والأمر المطاع، وكيف لا بعد أن أصبحوا جزءاً من السلطة، هذا الجزء الذي سيحرر الاتفاقيات ويرفض ويوافق على سياسية الدولة الداخلية والخارجية، هذا تصور قد يكون حقيقة إذا ما صدقت الأخبار، وقد يكون كابوساً كاد أن يذهب بالبحرين ولكن الحمد لله كان أضغاث أحلام.ومنذ 3 سنوات وبعد انهيار الوفاق سياسياً ومعنوياً استطاعت بعد الإمدادات والإنعاش الخارجي والداخلي استطاعت أن تكون شيئاً بالنسبة للدولة، هذه الدولة القوية البنيان المتينة الأساس بشعبها وبحكامها وبأشقائها من دول الخليج الذين وقفوا معها ومازالوا، والتي تستطيع أن تواجه ألفاً من الوفاقيين وليس وفاقاً واحداً، ولكن عندما أعطيت الوفاق أكبر من حجمها وحجم أعضائها الذين لا يسون ساوية أمام الدولة.إن المحاصصة تعني الدولة توزع حكمها برضاها، وأن دولة في قوتها لا ترجع إلى هذه الحلول لإرضاء جماعة غريبة على الشعب لا تحمل صفاته ولا شيئاً من جيناته، جماعة غدرت بالوطن وأنكرته، جماعة جاءت لتنزع الحكم من الدولة، فإذا بهذا المكون الغريب يحصل على غايته بسهولة وبمجرد أنه لجأ إلى أعمال إرهابية وإعلام كاذب استطاع أن يحقق أهدافه من خلاله، بالإضافة إلى وسطاء ينتمون إلى هذه الجماعة الغريبة الأصل والفصل، ولكنه غير دوره، ومثل دور الحنون الودود الذي قلبه على الدولة فيؤدي لها النصيحة بالضبط، كدور ابن العلقمي الذي استطاع أن يسلم الحكم إلى التتار بالحيلة.البحرين مازالت قوية بحكامها وشعبها ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، البحرين دولة قوية استطاعت أن تتغلب على أقسى الظروف وانتصرت وبقوة، ولكن هنا التراجع بعد النصر وتحويله من مكسب إلى خسارة حين تقوم الدولة بتوزيع حكمها كما توزع الكعكة فإنه بالفعل ستكون الكعكة الذهبية التي كانت تحلم الوفاق بشق منها، فإذا بها تحصل على أكثر من ثلثها، وغداً ستنفتح شهيتها لتلتهم كل الكعكة، مثل حزب الله الذي ابتلع لبنان والحوثي يبتلع اليمن بنفس الطريقة التي تمر بها اليوم البحرين من حوار التوافق إلى المحاصصة إلى الابتلاع، وهكذا تتحول الدولة الخليجية إلى نصف دولة ومن ثم ربع دولة وأخيراً لا دولة، لأن المجتمع الدولي الذي استطاع أن يحاصر البحرين بمنظماته وحكوماته ليقدم للوفاق شيئاً من السلطة سيكون عليه الأمر أسهل عندما تكون الوفاق في ثلث السلطة، وتعلمون ماذا يعني ثلث السلطة، أنه ثلث الحكم.هذه بحرين الفاتح اليوم تساوم عليها جمعية كانت لا شيء، ولم يكن لأعضائها وجود لا في الحاضر ولا الماضي، ولكن اليوم هذه الدولة القوية تجعل منهم موجودين وبحضور رسمي، وتعلمون ماذا يعني الحضور الرسمي بعمامة الفقيه في حكومة البحرين، وتتقدم وجوههم المراسم ويكونون في أول الصفوف، وبين استقبل صاحب المعالي وصاحب السعادة، وهكذا تتحول الدولة شيئاً فشيئاً حتى يكونوا كل شيء، هم لا يقتنعوا بالثلث وبعدها النص وبعدها سيكون كلها، ونذكركم بالجمهورية التي تم إعلانها في الدوار، فهي غايتهم، وقد قالها علي سلمان بأنه سيكون في السلطة في المستقبل المنظور، وهل يا ترى هذا التقسيم الذي يتداول في الساحة اليوم هو بداية المستقبل القريب.