يبدأ المدرب العربي العراقي عدنان حمد اليوم مهمته الرسمية في قيادة منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي يستعد للمشاركة في دورة كأس الخليج العربي الثانية والعشرين والمقرر إقامتها خلال نوفمبر القادم بالعاصمة السعودية الرياض ومن ثم خوض نهائيات كأس أمم آسيا في أستراليا.هذا المشوار الذي يبدأ اليوم ويستمر حتى نهاية يناير من العام القادم يعتبر تحدياً جديداً لمنتخبنا الوطني لكرة القدم وللمدرب عدنان حمد، فهو بالنسبة للأحمر البحريني اختبار جاد لإثبات القدرة على المنافسة البطولية الخليجية التي مازال لقبها حلماً يراودنا منذ أكثر من أربعين سنة ذاقت فيها الشقيقات الخليجيات الخمس طعم البطولة وبقينا وحدنا المحرومين منها حتى الآن! كما إنه اختبار آسيوي جاد لهذا الجيل من اللاعبين لاستعادة أمجاد 2004 ومسح الصورة المهزوزة التي ظهر عليها الأحمر في الدوحة 2011.أما بالنسبة للمدرب عدنان حمد فإنه تحدٍ من نوع آخر بعد النجاح اللافت الذي حققه مع المنتخب الأردني في عدة استحقاقات وبعد السمعة التدريبية الجيدة التي اكتسبها هذا المدرب المعروف بهدوئه وقراءاته المتأنية للمباريات على الرغم من عدم استمراريته على رأس الجهاز الفني لنادي بني ياس الإماراتي.اتحاد كرة القدم البحريني منح الثقة لعدنان حمد ليخلف «الهارب» هيدسون، وعليه أن يهيئ له كل الأجواء من أجل أن يسهل مهمته الإدارية والفنية حتى يتمكن من قيادة المنتخب الوطني لتحقيق الأهداف والطموحات في الاستحقاقين القادمين. الكرة البحرينية تمر بمرحلة انتقالية يمكن أن نعتبرها مفترق طرق، إما بالانطلاق إلى الأمام في اتجاه عالم الاحتراف -ولو من أضيق الأبواب- وإما بالتقهقر إلى الوراء والبقاء في العالم الرياضي الثالث! الجدية والحماس اللذان لمستهما في تحركات ونشاط رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة يدعوان إلى التفاؤل بتحريك المياه الراكدة التي تعيشها الكرة البحرينية منذ سنوات، واجتماعه الأخير برئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، يأتي ضمن مؤشرات التفاؤل التي نتمنى أن نلمسها على أرض الواقع سواء من خلال مسابقاتنا المحلية التي نأمل أن تخرج من جلباب الفقر الذي تعيش فيه منذ سنوات، أو من خلال منتخباتنا الوطنية التي لاتزال تغرد خارج السرب رغم كل ما يشاع عن خطط واستراتيجيات لا تعدو في نهاية المطاف من كونها مجرد فقاعات إعلامية وحبر على ورق! نحن نعيش عصر السرعة والحداثة ولم تعد تنطلي علينا المساحيق الإعلامية المهدئة فالوقت وقت عمل جاد يضع مصلحة الوطن وكل ما يرتبط باسمه فوق مصلحة الجميع.