يعد «حوار المنامة» الذي ينطلق اليوم بالبحرين، فرصة فريدة لدبلوماسية الدفاع ومنصة لتسوية النزاعات الدولية والإقليمية، يدعم هذا التوجه مشاركة كبار مسؤولي الاستخبارات بالعالم للمنتدى، بينهم أكثر من 50 وزير خارجية ووزير دفاع ورئيس هيئة أركان وكبار مسؤولي الأجهزة الأمنية، يتقدمهم وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل. وفي إطار تعزيز دبلوماسية الدفاع هذه، يتصدر الاتفاق النووي الإيراني، والأزمة السورية، والتعاون العسكري والتحديات الأمنية بمنطقة الخليج، أولويات «حوار المنامة»، ومن المؤمل الخروج بتوصيات تدعم الحلول السلمية لمختلف النزاعات والصراعات بالعالم والمنطقة. ويعكس «حوار المنامة»، الذي تنظمه وزارة الخارجية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، دور البحرين الريادي في دعم أية حوارات أو منتديات أو مؤتمرات، تسهم في تبادل التجارب والآراء حول مختلف القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.وأصبح مؤتمر «حوار المنامة» بعد سنوات من عقده في البحرين، وبعد الجهود الحثيثة للدبلوماسية البحرينية في إثرائه وتعزيز المشاركة العالمية في دوراته، أحد أهم المنتديات لمناقشة الأمن في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط. ويمثل المنتدى منبراً للتشاور حول مختلف التحديات الأمنية والسياسية، إذ ساهم المؤتمر عبر دوراته المستمرة في الحد من القرصنة البحرية، كما تناول في نسخه السابقة موضوعات الحرب الإلكترونية، وغسيل الأموال، والملكية الفكرية والمخدرات والاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية والسياسات الطائفية وغيرها، كما طُرِح خلال دوراته السابقة قضايا مهمة كالصراع العربي الإسرائيلي وتأثيره على الأمن والاستقرار في الخليج والشرق الأوسط، والدور الإقليمي والدولي في الأحداث الأمنية والسياسية.ويأتي انعقاد المنتدى هذا العام في أجواء يسودها التوتر الأمني والسياسي وتلقي بظلالها على جدول الأعمال والمناقشات، منها الأزمة السورية، واتفاق النووي الإيراني، ويعد منتدى إقليمياً لتبادل وجهات النظر بشأن التحديات الأمنية بالمنطقة. ووقعت وزارة الخارجية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عام 2004، اتفاقية لاستضافة المؤتمر بصورة سنوية، ليكون ملتقى للقيادات الدبلوماسية والأمنية في المنطقة، ومدخلاً رئيساً للنقاش حول مختلف التحديات الإقليمية والدولية وليساهم في إيجاد تفاهمات والتوصل إلى رؤى مشتركة إزاء قضايا تشكل هاجساً بالنسبة لدول الخليج العربي والمجتمع الدولي.وكان وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة رحب بمشاركة وزير الدفاع الأمريكي في منتدى «حوار المنامة» في دورته التاسعة، مؤكداً أن هذه المشاركة تسهم في تعزيز المشاورات الأمنية والدفاعية.وفي السياق أكد السفير الأمريكي لدى البحرين توماس كراجيسكي، لدى لقائه رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية أحمد الساعاتي مؤخراً، أن الاتفاق النووي بين إيران ودول الغرب ليس على حساب الخليج، ونوه بأهمية مؤتمر «حور المنامة»، حيث يتيح للمسؤولين من مختلف دول المنطقة والعالم التلاقي لتبادل المعلومات والآراء حول أمن منطقة الخليج ومستقبلها. وعد مدير عام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن جون تشيبمان، مشاركة وزير الدفاع الأمريكي بـ»حوار المنامة»، فرصة فريدة لـ»دبلوماسية الدفاع» وتسوية النزاعات عبر منصة «حوار المنامة».فيما اعتبر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، «حوار المنامة» بمثابة دعامة أساسية للبناء الأمني الإقليمي، ومنبراً للوزراء ورؤساء أركان الدفاع وقادة الأمن القومي للتشاور الثنائي والمتعدد الأطراف حول التحديات المحورية الخاصة بالأمن والسياسة الخارجية بالمنطقة.