صباح يوم السبت، وفي نفس الوقت الذي من الممكن أن تستقبل رسالة الصباح من أخ بعيد أو صديق قريب أو حتى رفيق تعرفت عليه من جديد، استلمت كأغلبية الشعب البحريني الرسالة التي تنعي شابين من عائلة العوضي إثر حادث سير. حقيقة أنا لست على علاقة أو قرابة بهما من بعيد أو قريب، لكن يكفي أنهما شابان كغيرهما تجمعني بهما تراب هذه الأرض الطيبة سبباً ليحرك مداد قلمي السائل والممتزجة بدموع الحرقة والتي لا تتساوى بحرقة ذويهما.للوهلة الأولى اعتقدت أنهما من نفس البيت ليتضح بعدها أنهما أبناء عم وعلاقتهما ببعضهما تفوق الأخوة، فها هما عاشا الحياة معاً وفارقاها سوياً. فهذا حكم الله سبحانه وتعالى وقضائه الذي يمنعنا من مجرد التفكير في كيفية تعديل قدره، فنحن مسلمون مستسلمون لمشيئة الله عز وجل، ولا شك أن المصاب جلل لذوي الفقيدين والذي نسأل المولى العلي القدير أن يتغمدهما برحمته ويفرد الصبر على قلوب أهليهما ومعارفهما وأحبائهما.وبحكم أن البلد صغيرة كلما سألت أحداً عن الفاجعة التي حلت بعائلة العوضي، ذكر لك بإسهاب عن محاسن وطيب هذه العائلة، فحادثة الأمس هي حادثة اليوم وكل يوم، ولكن ألم يحن الوقت بأن ننفذ قانون المرور الذي اعترضنا عليه بداية، وأنا كنت ممن كتبوا واعترضوا باعتبار أن بعض أحكام هذا القانون غير منطقية ولا يتحملها المواطن. ولكن وبلا شك أن كنوز العالم كلها لا تتوازى ولا تتساوى مع نعمة الحياة ونعمة الصحة التي منحنا إياها الله سبحانه وتعالى من دون حول منا ولا قوة، ألم يحن الوقت بأن يتفتح لدينا الوعي لكي نطبق القانون من دون عصي أو غرامات، ولأن بعض الأنفس من الممكن أن تكون ضعيفة بتركيبتها، فهنا لابد من نص القوانين وتطبيقها على الجميع، ألستم أنتم من علمتونا أنه «من أمن العقوبة أساء الأدب؟ ولكي لا نقع في عقوبة لا ينفع بعدها الندم، فلنعط للقانون المشرع بأن ينفذ على الجميع من دون محسوبيات أو واسطات أو تنازلات.فهذا البلد بحاجة إلى أيادي شبابه جميعاً سوياً وحكمة كهوله ودعاء أمهاتهم والعمل على غد مشرق خال من الغيوم السوداء.. فهذه ليست أحلام وردية ولكن دعوة لنتضامن وتكون قلوبنا موحدة جميعاً.. ودمتم.