لم يستيقظوا طيلة حياتهم، اليوم استيقظوا لم يجدهم الناس في أي محفل اجتماعي، اليوم بدؤوا يخرجون من جحورهم، وبدؤوا يتكاثرون من حولنا، عاشوا في صمت مطبق، واليوم بدؤوا بالصراخ وشحذ الهمم؛ فهلا عرفتموهم؟مع قرب افتتاح سباق الانتخابات النيابية والبلدية القادمة، بدأنا اليوم نرى الكثير من هؤلاء «النوم الرقود» يصحون من سباتهم الصيفي وبياتهم الشتوي، بطريقة طارئة في أوساط مجتمعنا المملوء بالحماسة والعاطفة، وربما يفوز بعض من هؤلاء الرويبضة بمقاعد نيابية أو بلدية، فإن حدث ذلك وفازوا لا سمح الله فلا تستغربوا، فكثير منهم فازوا في الأدوار الثلاثة من انعقاد المجلس، وكيف لا يفوزون وهناك الكثير من الإمعات تعيش بيننا!بدأنا نشك في وجود كفاءات بحرينية مؤهلة لأن تكون على مستوى جيد كي تدخل المجلس النيابي أو المجالس البلدية من أجل العطاء والتجديد والإبداع، فكثير من العاهات التي دخلت المجلس في أدواره الثلاثة من عمر المجلس، أفشلت وأربكت التجربة النيابية في البحرين، حتى صار بعضهم مصدراً للتهكم والنكتة، وتم توصيف بعضهم بنواب «العازة» لأننا في الحقيقة لم نجدهم وقت «العازة».نحن ننصح كل عنصر خامل أو جاهل أو متسلق أو متمصلح أو حتى حارس مخازن أو حارس مرمى في مجتمعنا البحريني، أن لا يقوموا بترشيح أنفسهم رأفة بنا وبمشاعرنا، فما رأيناه في كثير من نوابنا الأشاوس الذين انتهت مدة صلاحيتهم قبل انتهى دور المجلس، من عظيم البلاء والمصائب والهفوات التي أضرت بالمجتمع البحريني ضرراً فادحاً جداً، يكفي ذلك سبباً في عدم رغبتنا فيهم، وحتى لا يأتي لنا الناخبون بنسخ جديدة من هؤلاء القوم أو حتى لا يقوموا أيضاً بتدويرهم في المجلس من خلال انتخاب النطيحة والمتردية منهم.إن صحوة الوعي لدى المجتمع البحريني، ستفوت الفرصة على كل من تسول له نفسه أن يمثل هذا المجتمع الراقي، بل إن فشل المجتمع في كل مرة، حين يخطو باختيار الرجل غير المناسب في المكان المناسب، سيحطم آمال الناس في استخراج أكبر العطاءات الممكنة لهم من الإنجازات الصحيحة، لأننا لو بقينا نجتر في كل مرة، ذات الأشخاص وذات الكفاءات البليدة في المجتمع، فإننا لن نتجاوز التجربة البرلمانية، ولن نستطيع أن ندفع بها ولو لمسافة «إنج» نحو الأمام.إن زمن توزيع «خياش العيش» والمكيفات على الأسر الفقيرة كنوع من أنواع الإغراء الانتخابي لهذه الشريحة البسيطة من المجتمع قد ولى، وإن زمن الصراخ واستخراج كل طاقات الحناجر الخاوية من أجل كسب عواطف المجتمع «المقروص» قد انتهى، كما إن استخدام الدين واللعب على وتر «الله أكبر» بات مكشوفاً للجميع، ولهذا فإننا نكرر نصحنا لكل هذه الفئات المريضة أن لا تترشح رأفة بهم وبنا، والأهم من كل ذلك أن لا ينساق مجتمعنا المؤمن الذي لدغ من جحره ثلاث مرات متوالية، خلف ثعابين الانتخابات القادمة خشية اللدغة الأخيرة، والتي ربما تقضي على كل الآمال والطموحات السياسية لهذا الوطن.. وشكراً.