منذ نحو عشرة أعوام وإلى اليوم وحتى إلى يوم يبعثون، كتبنا ومازلنا نكتب ونؤكد وسنؤكد وسنحفر على جدران الوطن وصحفه، بضرورة وأهمية أن ننأى بأنفسنا عن كل المهاترات الطائفية الرخيصة، وأن نكون أكثر البشر عقلانية وأكثرهم اتزاناً من بين بقية الأمم السابقة التي تصارعت وانتهت بفعل المعارك والحروب الطائفية والعرقية الغليظة، ومع ذلك فغالبية من نعيش بينهم ومن كنا ومازلنا نخاطبهم من الطائفيين، إما مجانين أو مغرضين، وكأن ما ينقص هذا البلد هو وجود مجموعة من الطائفيين والمهوسين بيننا حتى يكتمل المشهد المؤسف!لو كان هنالك رادع اجتماعي ورسمي لكل الطائفيين لما رأينا هذا أو ذاك من أبناء الطوائف والديانات بإهانة من يختلفون معهم في الفكر والعقيدة، بل على العكس من ذلك، فإننا وجدنا الكثير من أشباههم من يصفقون لهم ويشجعونهم على المزيد من بث روح الفرقة والكراهية من خلال نشر حمى الطائفية بين أفراد المجتمع.حين يجد الطائفي من يبارك له فعله ويزينه له فإنه سيستمر على هذا المنوال الكريه، وسيسعى جاهداً لنشر المزيد من الكراهية بين الناس، وهذا ما يحصل في البحرين، وذلك إما لغياب القانون أو لغياب القانون الاجتماعي والأخلاقي وصمت منظمات المجتمع المدني عن كل هذه المهازل.إن من يثير النعرات الطائفية في أوقات معينة وفي ظل ظروف سياسية واجتماعية خاصة، لا يمكن أن يكون بريئاً أبداً، ونقولها هنا وبكل صراحة، سواء كان المفتن سنياً أو شيعياً، فاختيار الزمان والمكان والظرف الموضوعي ومناخات الطرح الطائفي، كلها دلالات واضحة تشير إلى أن من يقوم بهذا الفعل، هو شخص مشبوه، ومشبوه معه كل من يصفق له ويبارك له خزيه وطائفيته ونشره سمومه.تجد بعض المغردين في موقع التواصل الاجتماعي تويتر -على سبيل المثال- وظيفتهم الرئيسة غير المعلنة، شتم الأولين والآخرين ممن يختلفون معهم في الفكر والعقيدة والمذهب فقط، إما من أجل الحصول على الشهرة أو لأنهم يعلمون أن ما يقومون به تحديداً هو عين «الوساخة»، ولأنهم يعيشون عفن ومرض الطائفية على أصولها، فإنهم يتلذذون بإيقاع أبناء الطوائف المسالمة في فخ التناحر والسب والقذف والصراع والدم.قلناها من قبل، ومازلنا نؤكد على أبناء المجتمع البحريني العاقل الرزين أن يحذروا كل فخ ينصبه كل طائفي مريض، وأن لا ينساقوا خلف هؤلاء الكائنات التي تبث روح الكراهية بين أبناء هذا الوطن، والذين لا نستثني منهم أحداً على الإطلاق، كما ننصح كل المتابعين لهؤلاء المفتنين، أن ينصحوهم بأن لا يلعبوا بنار الطائفية، وأن يعودوا إلى رشدهم، والأهم من كل ذلك أن يقف الإنسان الشيعي بوجه الشيعي الطائفي لمنعه من بث روح الطائفية في المجتمع الواحد، وأن يقف الإنسان السني بوجه السني الطائفي لمنعه من هذا الأمر كذلك، وأن نتعامل جميعنا مع كل طائفي بمسطرة واحدة سواء من جهة المجتمع أو حتى القانون، وهو الأهم، كما من الضروري وقف كل المناهج والمساجد ومراكز الدعوة التي تبث روح الفرقة والطائفية بين المسلمين جميعاً، وما دون ذلك فإننا سنظل نجامل هؤلاء وهؤلاء، وسنظل نراوح مكاننا بين الأمم المتخلفة، والتي تقدمت جميعها ما عدا أمة لا إله إلا الله، وذلك بسبب مجانين الطوائف ومستثمري الفتن في زمن الملاحم والفتن، من الذين لم يوقفهم أحد حتى هذه اللحظة، مع كل الأسف الشديد!!