سيظل يوم الأربعاء السابع من مايو من عام 2014 يوماً تاريخياً مشهوداً في مسيرة الصحافة البحرينية التي حظيت بتكريم ملكي لروادها وأساتذتها، وقف فيه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة -نصير الكلمة الحرة- وقفة شامخة على منصة التكريم بفندق الريتز كارلتون ليكرم رجالاً ونساءً مخلصين حملوا على عاتقهم مسؤولية تأسيس الحركة الصحافية في البحرين منذ ثلاثينيات القرن الماضي، واستطاعوا بجدهم واجتهادهم أن يكونوا قاعدة متينة لهذا الكيان الذي يشكل السلطة الرابعة ويعد أحد الحصون السميكة لحماية الوطن من افتراءات العابثين. لقد كانت لحظات فخر واعتزاز تلك التي كنا نتوالى فيها على الصعود إلى خشبة المسرح لنصافح اليد الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير القائد خليفة بن سلمان، ونستمع إلى كلمات الشكر والإطراء والتهنئة من سموه قبل أن يسلمنا الهدايا التقديرية التي ستظل وساماً على صدر الصحافة البحرينية التي كانت حتى وقت قريب تبحث عن طوق النجاة وسط الأمواج المتلاطمة، إلى أن جاء هذا العهد الزاهر ليمنحها الكثير من الحقوق التي كانت تبحث عنها وليجعلها تجسد دورها الفعلي كسلطة رابعة، فما كان منها إلا أن برهنت على كفاءتها من خلال مواقفها الوطنية المخلصة التي شكلت أحد أهم الدروع في وجه من كان يريد العبث بهذا الوطن الغالي. وقبل ذلك كان للكلمة السامية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة يوم الصحافة العالمي صدى إيجابي مدوي لدى معشر الصحافيين في المملكة الذين وصفهم جلالته بضمير الوطن وجنود الكلمة. أذكر أنني حين اقتحمت بلاط صاحبة الجلالة من بوابة مجلة صدى الأسبوع في بداية عام 1970 لم يكن عدد الصحافيين في الإجمالي يتجاوز العشرين في كل المجالات ولم تكن الصحافة هي المهنة الأساسية لأغلب أولئك الصحافيين، كما إن التخصصات الأكاديمية في مجال الإعلام آنذاك كانت غائبة أو نادرة جداً، ولذلك كانت المؤسسات الصحافية والإعلامية تستعين بالأشقاء العرب من مصر وبلاد الشام والسودان وكان أساتذتنا من رواد الصحافة البحرينية آنذاك المرحوم -بإذن الله- محمود المردي والأستاذ علي سيار -أطال الله في عمره- يزرعان فينا القيم الصحافية السامية التي ترفع من شأن الوطن، ومازلت أتذكر تلك الكلمات المعبرة التي قالها رائد الصحافة الأستاذ محمود المردي -رحمه الله- وهو يخاطب الأشقاء العرب من محرري جريدة أخبار الخليج في أحد اجتماعات مرحلة التأسيس حين وجههم للاهتمام بتوجيه وتدريب المحررين البحرينيين لكي يتولوا فيما بعد زمام القيادة، وكان يتابع بنفسه -رحمه الله- تطورات الأمور ليطمئن على مستقبل الكوادر الوطنية. وها نحن اليوم نجد السواد الأعظم من إعلاميينا هم من أبناء الوطن المتسلحين بالخبرة والمؤهلات العلمية المتخصصة التي ارتقت بمستوى الصحافة البحرينية إلى مراتب متقدمة نأمل أن يحافظ عليها الجيل الحالي والأجيال القادمة، ويسعون إلى تطويرها وأن يستثمروا مساحة الدعم والتشجيع والحرية التي توليها القيادة الرشيدة إلى هذه السلطة.كل عبارات الشكر والتقدير تعجز عن التعبير عما كان يختلجنا من مشاعر فياضة لهذا التكريم المعنوي الذي أزاح هموم سنوات طويلة وجعلنا ننظر إلى مستقبل الصحافة البحرينية بتفاؤل كبير.
Opinion
وسام على صدر الصحافة البحرينية
11 مايو 2014