تعليقاً على مقال الأربعاء الماضي وعنوانه «إنهم يخسرون الميزان» وتناولت فيه موضوع الأخبار والتقارير التي تقوم «المعارضة» بنشرها عبر مختلف وسائل الإعلام والاتصال في الخارج معتمدة على المبالغة ومبتعدة عن الدقة بغية الإساءة إلى البحرين، وإظهار الحياة فيها على أنها مأسوية، تعليقاً على المقال كتب أحد القراء ما يلي: «اللوم لا يقع على من يفهم بأن الأمور في البحرين مأسوية لأن ما تسمى المعارضة تعمل ليل نهار لتشويه وتزييف الأخبار مستخدمة الكذب والتضليل.. لا نلوم من يقرأ ويصدّق تلك الأخبار لأنه لم يقرأ أي تكذيب سواء كان رسمياً وشعبياً. يبدو أن الجهات الرسمية (مع ما تملكه من أدلة وبراهين تؤكد أكاذيب وتزوير الأخبار التي تبثها ما تسمى بالمعارضة) لديها أوامر بعدم الرد وكأن أموراً كهذه ليست بذات أهمية ولا تؤثر على الرأي العام العالمي. كما إن المحاولات المتواضعة من الجهات الشعبية في توضيح الأمور وكشف الحقائق تظل محدودة لغياب الدعم المالي لها، فكيف يستطيع الأجنبي أن يكتشف أكاذيب ما تسمى بالمعارضة إذا لم يقرأ من أطراف أخرى؟».ملاحظة وسؤال مهمان لخصهما القارئ في تعليقه السابق؛ ذلك أن الجانب الرسمي لم يفعل مفيداً يمكن أن ينتج عنه ما يعين على توضيح الحقيقة للعالم، وإثبات أن ما يصلهم من «المعارضة» غير صحيح، أو على الأقل غير دقيق، كما لم يفعل الجانب الشعبي ما يصب في هذا الاتجاه، وبالتالي فإن أحداً لا يلام إن اعتبر ما وصله من تلك الفئة صحيحاً ودقيقاً وأن الناس في البحرين يعيشون في جحيم.الفارق بين ما تقوم به «المعارضة» في الخارج لتبرير ممارسات عناصرها في الداخل وبين ما تقوم به الحكومة يصب في صالح «المعارضة»، فهي المسيطرة هناك، وكثير مما تروجه يجد القبول والتصديق، بينما لا تفعل الحكومة ما يمكن به أن تصحح المغلوط الذي ينتشر هناك عن البحرين. سيطرة «المعارضة» على المساحات المتاحة في الخارج للتحرك الإعلامي جعل الحكومة تعتمد أسلوب التبرير بدل مقارعة الحجة بالحجة، وهذا أضعف موقفها أكثر، ذلك أنه لا التبرير ولا مجرد الاكتفاء بالنفي يمكن أن ينتجا مفيداً يؤدي إلى إقناع المتلقي هناك بأن ما وصله غير دقيق، وأن الأحوال في الداخل عكس ما يقول به من روج لتلك الأفكار السلبية عن البحرين. ما يفيد هو العمل المصحوب بالبرهان والدليل، لا يكفي أن تقول الحكومة أو وفد شعبي (...) إن رجال الأمن يتضررون من أفعال وممارسات «المعارضة» التي تعتمد نهج العنف سبيلاً لتحقيق أهدافها، فمثل هذا القول لا قيمة له هناك إن لم يسند بدليل يؤكد صحته. تنقل وفد رسمي أو شعبي بين دول العالم وبعض العواصم على وجه الخصوص لشرح ما يجري في البحرين والرد على ادعاءات «المعارضة» بمعرض صور مثلاً يبين حجم معاناة رجال الأمن والمواطنين، وجانباً من الإصابات التي تؤكد نهج العنف المعتمد لدى من يدعي السلمية، هذا الفعل من شأنه أن يدفع الناس هناك إلى مراجعة أنفسهم والتدقيق فيما يصلهم من ذلك البعض الذي همه الإساءة إلى سمعة البحرين والحكومة والقيادة.لا يمكن تغيير فكرة الآخر عن الأحوال في البحرين والقول إنها هادئة وأن ما تنشره «المعارضة» غير صحيح أو غير دقيق بعرض مواد إعلامية عبر التلفزيون الرسمي؛ كالأفلام الوثائقية والبرامج التي يمكن التحكم في المشاهد التي تبثها، ولا يمكن فعل ذلك عبر البرامج الإذاعية التي تعتمد القول، والقول فقط.المتلقي هناك تمت برمجته على تصديق «المعارضة»، لكنه قابل لتغيير قناعاته لو أنه تلقى ما يثبت أن ما وصله منها غير دقيق.