أحد الأخبار التي تصدرت المواقع والفضائيات التابعة لـ «المعارضة» في الداخل والخارج أخيراً ذاك الذي تناول المشاركة في معرض «الدفاع المقدس» الذي أقيم في العاصمة الإيرانية طهران بجناح للتعريف بـ «الحراك الثوري للشعب البحريني الثائر»، وعرضت فيه منشورات وكراسات وكتب وبوسترات مسيئة للبحرين. المشاركة في هذا النوع من المعارض لا قيمة كبيرة له وليس منه المردود الذي يتوقعه من يقف وراءه، وإن كان في طهران التي تفضح نفسها بالإعلان عبر هذه الطرق لا عن تعاطفها فقط مع هذه المجموعة ولكن بتبنيها لتوجهاتها ودعمها اللا محدود لكل من يريد الإساءة للبحرين، ولكن أيضاً لا يمكن الاستهانة بهذه المشاركات، خصوصاً وأن المتلقي لا يرى رد الطرف الآخر.قبل هذا المعرض شاركت تلك المجموعة في معارض للغرض ذاته في لبنان والعراق ودول أخرى تتعاطف معها أو تحصل منها على الدعم، فهي تنطلق من مبدأ ملخصه أنه وإن كان المردود المتوقع بسيطاً إلا أنه في كل الأحوال ينبه إلى ما تقوم به «المعارضة» التي لاتزال دون القدرة على استيعاب فكرة أن حل المشكلة البحرينية لا يمكن أن يأتي من الخارج، وأنه لا سبيل أمامها سوى العودة إلى طاولة الحوار والمشاركة فيها بفاعلية والمشاركة في بناء الوطن والحرص على عدم تفويت التطورات الأخيرة التي من شأنها لو تفاعلت معها أن تثبت أنها تريد مصلحة المواطنين جميعاً ويهمها مصلحة الوطن.الحلول لن تأتي من الخارج، وتعاطف الخارج مع «المعارضة» وتصفيقه لما ترفع من شعارات لن يفيدها، بل ستأتي اللحظة التي سيلفظها فيها ويصل إلى قناعة مفادها أنها تعمل ضمن أجندة لا تستطيع أن تغير بنودها وأنها ليست إلا أداة تنفيذ. لكن، مقابل هذا النشاط الذي تمارسه «المعارضة» في الخارج، وإن كان فقير المردود، صار من حق المواطن أن يسأل عن النشاط الذي ينبغي أن تقوم به الحكومة، فلا بد لها من التحرك في الخارج لتصحيح المعلومات التي تصله من تلك المجموعة التي لا ترى في كل «صح» الحكومة الذي يملأ الساحة ويراه حتى الأعمى «صحاً» واحداً. إن عرض مجموعة بسيطة من صور التخريب والاعتداءات على الشوارع ومراكز الأمن وإحراق سيارات الشرطة بقنابل المولوتوف في عواصم الغرب، التي هي الساحة الرئيسة لـ «المعارضة»، تكفي لتصحيح المعلومات الخاطئة التي تصل إلى الخارج، فيعتقد أنها صحيحة ودقيقة طالما أنه لم يتم تصحيحها من قبل الحكومة، فأرشيف الحكومة مليء بما يمكن أن يوضح الحقيقة ويغير من قناعات الخارج. في ظل الوضع الحالي المليء بسلبية الأجهزة المعنية في الدولة تجاه ما يجري في الخارج يمكن لتلك المجموعة أن تنشر كل ما تريد نشره وتصل إلى ما تريد الوصول إليه هناك، فعندما لا يجد الخارج ما يقارن به ما وصله من معلومات ليصدر حكمه ويتخذ موقفه فإنه لا يجد بداً من تصديق ما توفر لديه ويراه أمامه. الخارج يرى صورة عرضت عليه يظهر فيها دخان مسيلات الدموع وهي تملأ أحد الأحياء في البحرين فتستفزه، ولأنه لا يرى الصورة الأخرى التي تبين سبب لجوء رجال الأمن إلى إطلاق مسيلات الدموع، لذا يعتقد أن من عرض الصورة هو الذي يعاني من ظلم الحكومة، فلا يتردد عن إسباغ أبشع الصفات عليها. هذه المسألة صار لا بد من دراستها من قبل المعنيين في الدولة، على الأقل كي لا يصدق الخارج كل ما يصله من تلك المجموعة التي ترى حتى صح الحكومة خطأ.لا يمكن بالتأكيد التقليل من فعالية «هذه هي البحرين»، ولكنها بالتأكيد أيضاً لا تكفي، فلا يمكن مواجهة نشاط يومي بنشاط دوري مهما كان مميزاً.