من الضروري جداً جداً ونحن في هذا العصر التكنولوجي أن تستخدم كل مؤسسات الدولة كافة الطرق الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل التواصل مع الجمهور، من أجل تقريب الأفكار والاستفادة من المقترحات وإيجاد الحلول والعمل بطريقة شفافة، منعاً للشبهات والفساد.إن من أبرز من يجب عليهم التعامل بهذه الوسائل التي تذيب الجليد بين مؤسسات الدولة والجمهور، هم الوزراء أنفسهم، إذ من الضروري أن يكون لكل وزير حساب خاص للتواصل مع الناس، سواء عبر موقع «تويتر» أو «فيس بوك» أو «انستغرام» أو غيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، فهذه المواقع تساعد الوزير، قبل الجمهور، في معرفة الكثير من الحقائق المهمة التي يكتسبها كثروة نادرة عبر تناثر الآراء والمقترحات في صفحته.نحن ندرك حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الوزراء، لكن هذا لا يمنع أبداً أن يقوموا بفتح حسابات خاصة بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع الناس، إذ تعتبر تلك الحسابات من أهم الطرق التي يمكن من خلالها معرفة رأي الجمهور في كافة الخدمات المقدمة لهم، كما يمكن لجمهور الوزارات إيصال أصواتهم للوزراء عبر تلك المواقع، تلك الأصوات التي يحجبها الموظف أو سكرتير الوزير أو حارس الوزارة من أن تصل لمكتب الوزير.من يريد اليوم من الوزراء أن يصنع أفكاراً أو يرسم حلولاً أو أن يكون وزيراً يحظى بشعبية في أوساط الشعب ما عليه إلا أن يخلق وسيطاً نظيفاً بينه وبين الناس، وهذا هو الوسيط الإلكتروني المتطور الذي لا يمكن له أن يكذب أو يغش أو يتستر على عيوب الموظفين، كما أن هذا الرابط الإلكتروني الشفاف لا يستطيع أن يخفي الحقائق عن الوزير كما يفعله سكرتيرته / سكرتيره الخاص أو البطانة التي تتجمع في مكاتب فاخرة، يطلق عليها زوراً وبهتاناً «العلاقات العامة»!!حان الوقت كي يتواصل الوزراء بطريقتهم الخاصة مع الشعب الذي يعاني في كثير من الأحيان من إيصال صوته للمسؤول الكبير في الدولة، كما يعاني الوزير نفسه من إيصال صوته للناس بسبب الحواجز والسدود الرسمية التي تمنعه من أن يعبر عن رأيه كوزير، أو يبرر حتى لكثير من الحلول والمقتراحات التي لا يستطيع قولها بسبب طبيعة مهنته، ومن هنا يأتي دور مواقع التواصل الاجتماعي لسد هذا الفراغ بين الوزير وبين الناس، كما أن هذه المواقع تخلق حالة من الألفة غير المعهودة، وربما تحل كثير من القضايا العالقة بين الطرفين.إن سماع صوت الشعب أمر مطلوب للغاية، وهنالك بالفعل من الوزراء قاموا بالتواصل مع الناس منذ عدة أعوام وليس قبل يومين أو ثلاثة أيام، بل استطاع بعضهم من كسب شريحة كبيرة جداً من المواطنين عبر حساباتهم الخاصة، سواء من المؤيدين لآرائهم وأفكارهم أم من المعارضين لهم، وما زالوا حتى هذه اللحظة يتواصلون مع كل شخص يتفاعل معهم، لأنهم أدركوا ضرورة الاستفادة من هذه التكنولوجيا التي تقرب ولا تبعد، والتي توصل الصوت سريعاً قبل أن يقمعه موظف كسول أو ملمع في قسم العلاقات العامة.نتمنى من اليوم وصاعداً أن نجد لكل وزير حساباً خاصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل هدف كبير ومستقبلي يصب في مصلحة الوطن، قبل أن يكون أداة للتسلية أو الترفيه، لنتمنى بعد ذلك من كل الناس أن يقولوا ما يحلوا لهم مع وزرائهم من دون أن يمنعهم أي «سكيورتي» لا يبتسم في وجه الشعب.