بدأت الساحة تتهيأ للانتخابات النيابية والبلدية وبدأ المواطنون يعيشون أجواء هذا العرس الديمقراطي الذي هو استحقاق ينبغي العض عليه بالنواجذ فهو نتاج نضال شارك فيه الجميع وظل حلماً حتى حوله جلالة الملك إلى حقيقة. تهيأت الساحة وسرعان ما سيحل اليوم الموعود «22 نوفمبر» وتدخل البلاد مرحلة جديدة كشف عن بعض مؤشراتها قبل حين وسيكشف عن بعض آخر منها بعد حين، وليس على أهل البحرين إلا الاستفادة من مظاهر التغير الإيجابي الذي كان رغبة شعبية فوفرت له القيادة العوامل المعينة على الخروج من الظرف غير العادي الذي مرت به البحرين في السنوات الثلاث ونيف الماضيات. لم يعد لدى «المعارضة» حجج قوية للمقاطعة أو اتخاذ موقف سالب من هذه التطورات وإلا فإنها بهذه السلبية تؤكد عدم أهليتها للتفاعل مع المتغيرات والاستفادة منها لخدمة أهدافها المعلنة والتي تصب في صالح الوطن والمواطن. كثير من العقبات أزيحت كي تمهد للدخول في المرحلة الجديدة، والتي هي مرحلة بناء أو بالأحرى مرحلة استئناف البناء الذي تعطل في السنوات الماضيات بفعل فاعل، وكثير من المكاسب يمكن لـ «المعارضة» تحقيقها من خلال مجلس النواب الذي من دون شك تأسفت على انسحابها منه، فهي لا تستطيع أن تحقق أي مكاسب خارجه باعتباره مكان التشريع، فهو الميدان الحقيقي وفيه تكون الصولات والجولات.ما فات فات وعلينا أن نستفيد من التجربة، وينبغي الآن أن يكون الجميع قد وصل إلى مرحلة أدرك فيها أن المكاسب لا تتحقق دفعة واحدة وأن ما لا يمكن كسبه اليوم ربما يكون كسبه غداً أسهل وأنه لا يمكن لطرف أن يحقق مفيداً للوطن والمواطنين من دون تعاونه مع الأطراف الأخرى فهناك مساحات وقضايا وهموم مشتركة يفترض توظيفها والاستفادة منها في توحيد الكلمة، فما يجري اليوم من حولنا وقريباً من دارنا يستدعي وضع كل الخلافات وكل مفض إلى المواقف السالبة جانباً، والعمل معاً على حل المشكلات الداخلية كي نتمكن من مواجهة الأخطار المتوقعة في مرحلة التغير الشامل الذي يشهده العالم العربي، وهي أخطار لا يمكن الاستخفاف بها لأنها حقيقية، ويمكن أن تصل تأثيراتها إلينا في أي وقت إن لم نتمكن من تقوية جبهتنا الداخلية. هذا ما يؤكده ويصر عليه كل ذي بصيرة، حيث الأحوال من حولنا لا تعين على التفرغ للغوص في تفاصيل التفاصيل الداخلية، وليس من الحكمة الدخول في صراعات لن تفضي إلا إلى الأذى، بينما الخطر يتربص بنا ويوشك أن يضمنا إلى ضحاياه. علينا أن ننسى المرحلة التي مرت رغم صعوبة هذا الأمر، فاليوم لدينا ما هو أهم، أخطار تحيط بنا ويسهل أن تجد القنوات التي تعينها على النفاذ إلى الداخل ، وفرصة لإصلاح الأحوال في الداخل بالاستفادة من حزمة الأوامر الملكية والقوانين التي تهيء الأجواء للانتخابات وللانتقال إلى المرحلة الجديدة التي ستكون في كل الأحوال أفضل من المراحل السابقة كافة، فما يراه الجميع هو أن الدولة تمد يدها وتسعى بكل طاقتها لاستيعاب الجميع والتأليف بين كل الأطراف.اليوم تمر بلادنا بفرصة ذهبية ورائعة على جميع الأطراف ذات العلاقة بالمشكلة أن تستغلها جيداً لتخدم بها الوطن وتعين المواطن على تحقيق آماله وتطلعاته، ذلك أن الفرص إن ذهبت ما عادت وإن عادت فلن تكون كالتي ضاعت حيث الظروف تتغير والأحوال لا تكون كالأحوال التي كانت، كما أن من طبيعة المشكلات أنها تتعقد وتزداد تعقيداً كلما أضاع المعنيون بها فرص حلها ولم يقتنصوا اللحظة. ليس بالاشتغال بالسياسة والانشغال بها تتحقق المطالب ويتم الكسب، فنحن نعيش في مجتمع يختلف عن تلك المجتمعات التي يعتبرها البعض مثالاً ويتخذها قدوة