في كل مكان أذهب إليه أو ألتقي مع بعض المختلفين في الرؤى والتوجهات والأفكار، دائماً ما تطرح مسألة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي تحاصرنا ولا تترك لنا مجالاً للتنفس. ورغم أنني أوافقهم على بعض من هذه التبريرات؛ إلا أنني عادة ما أتوقف أمام شماعة الظروف التي تمنعنا من تحقيق ما نحلم، ودائماً ما أردد ما قاله الزعيم الشيوعي، مؤسس الاتحاد السوفيتي السابق «الحالمون بناة العالم»، بمعنى أن كل ما نعيش الآن من رفاهية في البيت والملبس والمأكل والمواصلات والاتصالات، ما هي إلا عبارة عن أشخاص حلموا فتحققت أحلامهم في يوم من أيام هذا العالم.حتى وأنا أكتب على شاشة الكمبيوتر، كان هذا الكمبيوتر صورة من صور الحلم عند واحد من أبناء الأرض وتحقق الحلم، وليس شرطاً أن يكون صاحب الحلم هو من يحققه، فقد يأتي هناك من يحقق الحلم، كما حدث للعربي المسلم عباس بن فرناس الذي حلم بالطيران وباءت محاولته بالفشل، غير أن حلم بن فرناس قد تحقق بعد مئات السنوات على يد الأخوين رايت، واللذين تتمتع الآن كل الأرض بإنجازهما العظيم. وهناك من يحلم ويحقق حلمه في حياته، كما يحدث الآن في العديد من دول العالم، وللعديد من الأشخاص الذين حلموا ودخلوا في حلمهم، وشموه وتحسسوه وتذوقه وعاشوا فيه إلى أن خرجوا منه إلينا.لهذا دعونا الآن نتحدث عن أحد المشاريع الكبيرة، والتي تكرر طرحها في صفحات الإنترنت، وهو مشروع مكتبة أمازون الذائعة الصيت والمعروفة كأهم مكتبة تجارية على مستوى كل العالم، تقول حكاية أمازون أنه في عام 1990 عندما فكر الشاب «جيف بيزوس» في فكرته الخاصة بإنشاء أكبر سوق إلكتروني على الإنترنت قوبل بالسخرية من كل الذين حوله لمدة 5 سنوات كاملة. كان الإنترنت لايزال حديثاً جداً وقتها، وضع جيف دراسة لتكلفة المشروع ووجد أنه يحتاج إلى 100.000 دولار، حاول الحصول على المبلغ من أكثر من رجل أعمال لكنه فشل بسبب خوف الجميع، كاد أن يصيبه الإحباط، فحاولت أسرته مساعدته وأعطوه مبلغ 10.000 ليبدأ به ولو بشكل بسيط مبدئي، وعلى مدار حوالي 5 سنوات استطاع إكمال باقي المبلغ المطلوب ليبدأ تنفيذ مشروعه الخيالي الذي أصبح الآن «موقع أمازون» أكبر سوق إلكتروني على الإنترنت كما أراد، وأصبحت ثروة جيف بيزوس الآن 20 مليار دولار.إنها فكرة، حلم، حياة، ويومياً نرى أمامنا من يحلمون، لكن ليس من خارج الحلم إنما من داخله، يرون ما يريدون أن يرونه في حياتهم، بهذا كلنا لسنا إلا نتاج أحلامنا وأفكارنا وطموحاتنا ومشاعرنا ونوايانا، فلتكن أحلامك كبيرة، واسعة، إيجابية، خيرة، من أجل أن يكون المردود سامياً، يفيدك ويفيد المجتمع الذي تنتمي إليه وفي نفس الوقت يفيد البشرية كلها.