اليوم هو عيد الأضحى المبارك، العيد الأكبر الذي فيه ينحر المسلمون تقرباً إلي الله تعالي اقتداء بسيدنا إبراهيم عليه السلام، اليوم أكتب لكم أعزائي القراء من أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة التي اصطفاها الله علي سائر الأرضين، كيف لا وهي مهبط الوحي ومهد الرسالة التي بلغ فيها رسولنا الكريم ونشر الدين الإسلامي بالموعظة والإقناع ليكون هذا الدين هو خاتم الأديان، كان القرآن الكريم هو معجزة الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، بلّغ الأمانة ونصح الأمة، وها هو الإسلام دين السلام يتجسد في موسم الحج الذي يجتمع فيه المسلمون من كل أصقاع المعمورة لأداء فريضة الحج، تري الجموع وقد احتشدت لتلبي بصوت واحد رافعين أكفهم لله يطلبون منه الرحمة والمغفرة.أحمد الله تعالي أن بلغني حج بيته العتيق في رحاب بيت الله الحرام هذا المكان الذي يعود منه المسلم كيوم ولدته أمه اذا ما عاد بنية صادقة تكون فيها التوبة والرجوع إلي الله هي الملازمة للقلب والراسخة في العقل، وما جعل حجنا هذا العام مميزاً أن كان يوم الوقوف بعرفة هو يوم الجمعة هذا اليوم الفضيل، ولهذا كان لوقفة الجمعة يوم عرفة مزية على سائر الأيام فيوم فيه ساعة محققة الإجابة وأكثر الأقوال أنها آخر ساعة بعد العصر، وأهل عرفة كلهم واقفون للدعاء والتضرع في هذه الساعة.كان يوم أمس بالنسبة لي وللحجاج يوم عيد مبكر، ففيه اجتماع الخلائق من أقطار الأرض في موقف عرفة الطاهر وفيه خطبة وصلاة الجمعة، فالمسلمون في كل أنحاء العالم في مساجدهم والحجاج في موقفهم بعرفات يتضرعون لله تعالي بالدعاء والتضرع ما لا يحصل في يوم سواه، فهنيئاً لحجاج بيت الله الحرام هذا العام، فيوم الجمعة يوم عيد كل أسبوع للمسلمين ويوم عرفة يوم عيد لأهل عرفة.ولا بد في هذا المقام من الإشادة بدور حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في تقديم كافة التسهيلات لضيوف بيت الله الحرام، فلم تألُ جهداً في العمل علي راحة الحجاج علي رغم الملايين من الحجاج الذين جاؤوا من كل فج عميق ليؤدوا مناسك الحج العظيمة، فكل كلمات الشكر والثناء قليلة بحق المملكة العربية السعودية وكل أجهزتها الحكومية، والشكر موصول إلي بعثة الحج البحرينية علي خدماتهم التي قدموها لحجاج بيت الله الحرام.
Opinion
عيدكم مبارك في أطهر بقاع الأرض
04 أكتوبر 2014