العنوان أعلاه كان مضمون زاوية «بالأحمر» في صحيفتنا «الوطن» يوم أمس، كان سؤالاً بلا سعي لمعرفة جوابه، إذ الإجابة لسنا معنيين بها كوننا نعرف تماماً كيف تدار جمعية الوفاق، بل كيف يدار من وراءها ونعني أذيالها من جمعيات مسلوبة الإرادة.لكن الإجابة يفترض أن يهتم بها من مازال يصدق «دجل» هؤلاء بشأن دفاعهم «المقدس» عن حقوقه ومطالبه في مواجهة دولة «قمعية» و»ظالمة» حسب وصفهم طبعاً والذي من الاستحالة أن يصفوا به إيران حبيبة قلوبهم.يوم الجمعة فرض طرح هذا التساؤل بعد تناقضات فاضحة وصارخة بين الولي الفقيه للجمعية الولائية وبين «خادمه»، هذا يقول شيئاً وذاك يرد بشيء آخر!!الذين ذهبوا للصلاة خلف عيسى قاسم والاستماع لخطبته في الدراز سمعوا شيئاً، وعلي سلمان -بغض النظر أياً كان مكانه حينها- يقول لهم شيئاً آخر. الأول والذي عليه سلطة عليا على الثاني نفى في رده على ما نشرته «الوطن» بأنه يدعو للمقاطعة، لكن الثاني وهو «خادمه» هدد -كما عادته حينما يحاول تقمص شخصية جيفارا- بأنه سيقاطع ويدعو متابعيه ليقاطعوا الانتخابات.فقط كانت ملاحظة صحيفة الوطن في زاويتها «بالأحمر»، أنهم «ليتهم يخبرون جمهورهم على الأقل»! وهذا تضامن واضح طيب النوايا مع أتباع جمعية الوفاق، لربما نعتبره «إعادة إرسال» للشكر الذي قدمه عيسى قاسم من على المنبر للصحيفة، باعتبار أن «الوطن» ياما طالها التخوين منهم لأنها تختلف مع توجهاتهم، وسبحان الله على المنبر يقول عيسى قاسم الجمعة بأنه حتى لو يختلف معك أي إنسان في الرأي فلا يجب تخوينه! غريبة وعجيبة هذه الجمل الإنشائية التي تطلق حسب الرغبة وحسب المزاج، وتناقض أقوال وأفعال سابقة.عموماً، جمهور الوفاق وخاصة البسطاء منهم ومن مازال يصدق الوفاق حينما تحاول خداعه بأنها مدافعة عن حقوقه، وأنها ستقود نضاله حتى النصر، هم من عليهم فهم هذه الحالة «الشيزوفيرينية» بين تصريحات قاسم وسلمان في يوم واحد، هم من عليهم أن يفهموا حقيقة ما تريد الوفاق -كجمعية- أن تصل إليه. هم عليهم أن يعرفوا ما إذا كانت الوفاق ستشارك في الانتخابات أم ستقاطع، وأصلاً لماذا تشارك طالما هي تقول في كل تغريدة أو صرخة أو»محاولة زمجرة فاشلة» من عناصرها أنها مع الشارع وصمود ونضال حتى النصر وحتى آخر قطرة دم (طبعاً من دماء أتباع الوفاق وليس هم أو أبناؤهم)؟!كلامنا في محله صدقوني، جمهور الوفاق عليهم أن يحصلوا على احترامهم أولاً من قبل من يعتبرونهم «أداة طيعة» في أيديهم، عليهم أولاً أن يفرضوا على علي سلمان التوقف عن اللعب فيهم كـ»أوراق لعب» يحركهم يمنة ويسرة، ويقول لهم متى يخرجون، ومتى يهدؤون، ومتى يتجمعون، ومتى يتكاثرون حتى! اطلبوا منه أن يحترمكم بأن يصارحكم بماذا فعل خلال الشهور الماضية، دعوهم يخبركم عن اجتماعاته السرية، وعن الكلام الذي يقوله في الجلسات المغلقة لا الكلام «العنتري» الذي قوله أمامكم! دعوه يصارحكم إن كان يقدر أو يجرؤ أصلاً أن يصمد أمام غضبكم، بالأخص غضب الأهالي الذين ذهبت أرواح أبنائهم وتضرروا نتيجة تحريض الوفاق ودعوات «اسحقوهم»! من يطالبكم بمقاطعة الانتخابات، من يقول لكم صمود حتى النصر، من يقول -وهو كلام لسان ما فيه عظم- اعتقلوني واعتقلوا أبنائي وحينما «شم» مسيل الدموع حولها لمحاولة اغتيال، من يقول لكم أنه معكم على طول الخط، هو الذي وقف تحت منصة الدوار وتحت شعار إسقاط النظام ورأى مجسمات الرموز يساء لها، هو الذي حينما سنحت فرصة له ذهب للقصور معزياً يقبل أنف من تعهد لكم بإسقاطهم.نتمنى أن يفيق كثيرون ممن صدقوا أوهام الوفاق، ففي النهاية من الاستحالة ألا تجد في مثل هذه الأوضاع أناساً بسطاء غرروا بهم، وعدوهم بوعود وردية ولعبوا على جراحهم، ليستغلوهم ثم يرموهم، واسألوا كم شاباً مارس التحريض وحينما ذهب لمقر الوفاق ليساعدوه في وضعه ومعيشته والتزاماته أشاروا له إلى الباب بأن «مع السلامة ومن غير مطرود»!
Opinion
هل يديرون جمعية سياسية أم «برادة»؟!
05 أكتوبر 2014