عزيزي كيري أتمنى عليك وأنت تجلس في مقعدك الوثير في طائرتك الخاصة قادماً لمنطقتنا لحشد تحالفك الدولي ضد الإرهاب أن تفكر في البحث عن أجوبة لهذه الأسئلة التي تشغل شعوب المنطقة.رغم أننا ضد هذا الإرهاب الفاحش الذي ترتكبه ما يسمى بداعش ولا نقبله ولا يمكن أن نرضى أن يمثلنا لا كمسلمين ولا كسنة إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه ما الموت عندكم؟ ما الإرهاب عندكم ؟ النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة وقتل ما يقارب 200 ألف من البشر ورغم ذلك لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية مبرراً أخلاقياً كافياً لحشد تحالف دولي من أجل الحرب ضده لكنها وجدت المبرر لحشد التحالف ضد تنظيم عدد الذين قتلهم حتى الآن لا يتجاوز 1% مما قتل بشار.وكيف لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية حاجة لتفويض من الكونجرس الأمريكي للقيام بضربات عسكرية من أجل حماية 50 ألف أيزيدي عراقي، لكنها احتاجت لتفويض من الكونجرس حين استدعت الحاجة لحماية ملايين من أبناء الشعب السوري؟والآن سيد كيري بعد أن قسمتم دولنا العربية إلى دول عربية سنية، ودول عربية شيعية كما جاء في خطابكم وأنتم تطلبون دعم الدول العربية (السنية) وذلك يحدث للمرة الأولى منذ أن استقلت الدول العربية هل جئتم تطلبون دعم الدول (السنية) ضد الإرهاب (السني) حماية للدول العربية الشيعية كما صنفتموها أنتم؟ وماذا عن إرهاب التنظيمات الشيعية ضد الدول السنية؟ ماذا عن إرهاب الدول الشيعية للدول السنية؟ كيف لنا أن نصدق أن هذا التحالف الذي جئتم تحشدون دعمنا من أجله أنه حرب على الإرهاب وليس حرباً على السنة؟أعزاءنا قيادات الدول العربيةنطالبكم نحن شعوب الدول العربية (السنية) أن تجتمعوا مع كيري ولديكم حس التفاوض لا حس تبرئة الذمة، لسنا متهمين هنا نحن ضحايا هذا الإرهاب السني والشيعي، اجتماعكم لا بد أن يدور ضمن دائرة نأخذ مثلما نعطي، تضمن قبل المشاركة في أي تحالف أن تكون الحرب على الإرهاب أياً كان مذهبه فليس هناك إرهاب أحمر وإرهاب أصفر، ومثلما سنشارككم في الحرب على الإرهاب المحسوب علينا ظلماً أنه سني لابد أن تكون الحرب شاملة كل التنظيمات الإرهابية، وإلا فإن عليكم أن ترفضوا المشاركة في ذلك التحالف، مشاركتنا لا بد أن تكون مشروطة وضمن صفقة وبضمانات كافية وموثقة.ما لم تقبل الحكومة العراقية الجديدة بالتعاون معكم للعمل من أجل إخراج كل التنظيمات المسلحة الأجنبية عن العراق وأولها ما يتولى قيادته الحاكم الإيراني للعراق قاسم السليماني، فإن على الدول العربية أن لا تقبل بالمشاركة في الحرب على الإرهاب، ولا تسمح باستخدام أراضيها لدعم فريق ضد فريق.كما أن الحرب على الإرهاب ما لم تشمل الحرب على ذات التنظيمات المسلحة الإرهابية في سوريا مثلما هي في العراق فإن على الدول العربية عدم المشاركة في أي تحالف أمريكي. وما لم تقبل الولايات المتحدة الأمريكية بالكف عن دعم الإرهاب الذي تعاني منه كل من مصر والبحرين والسعودية والإمارات فإن على هذه الدول الإعلان فوراً عن انسحابهم من التحالف وفضح هذا المخطط وكشفه.وأخيراً رسائل إلى قادة العالمبعد مرور أربعة عشر عاماً زعمت خلالها الولايات المتحدة أنها قادرة على هزيمة الإرهاب، ها هي الآن تجركم لتحالف جديد بزعم القضاء على ذات الإرهاب و بذات الطريقة، أما آن لكم أن تفرضوا طريقتكم أو أية طريقة أخرى؟!!
Opinion
رسائل إلى الحلفاء ضد الإرهاب
10 سبتمبر 2014