الألاعيب الوفاقية باتت مكشوفة؛ ولربما لم تعد تحظى بالقبول الشعبي بما يكفي، فهل ما زال البعض يصغي لطبول المقاطعة التي تقرع في كل حين، بغية فرض القوة وسلب الإرادة الشعبية، هل ما زلنا نحتكم لثقافة القطيع، في ظل مشهد كاشف الرأس، فاضح الوجهة والتوجه، سافر الغايات الدنيئة، للنيل من المملكة وإفساد أطروحات جلالة الملك في مشروعه الإصلاحي.المشهد الانتخابي لهذا الفصل التشريعي يشهد عدداً من الملاحظات التي لا يمكن غض الطرف عنها؛ من جهة هناك «مقاطعة القطيع»، ومن جهة أخرى ترى التمنع الشعبي عن التصويت بداعي خيبة الأمل والإحباط الذي بلغ مبلغه بين الناس من مستوى الأداء البرلماني في الفصول التشريعية الثلاث الفائتة، تغافلاً عن الأمل فيما يمكن أن يشكله تصويتهم من علامة فارقة في معطيات الفصل القادم، لا سيما في ظل الأعداد المتزايدة للمترشحين، وفرص الاختيار والتفاضل متاحة على نطاق واسع.. واسع جداً، ولعله ظاهرة صحية، رغم ما تثيره من تساؤلات ليس هذا مكانها.يأتي من جانب آخر ما تكشفه وشوشات بعض المترشحين وأحاديثهم الخاصة حول الواقع المتردي للفكر الانتخابي لدى بعض الناخبين إزاء المترشحين، والتعامل معهم كفرصة لكسب المغانم والمساومة على بيع الأصوات، لتتعدى طلباتهم وتطلعاتهم التشريع البرلماني والخدمات البلدية إلى الخدمات والطلبات الخاصة، بل وللتكسب عياناً وطلب صنوف مختلفة من المقابل المادي.في البحرين ما زلنا نشهد الفكر التخندقي لفئة أو أفراد لخصائص عرقية، إثنية، مذهبية، تميزهم عن غيرهم، بمعزل عن الكفاءة والجدارة، والإنجازات المتحققة من قبل المترشحين للمفاضلة بينهم، ولعل من الظواهر التي بدأت تظهر على الساحة اليوم إثارة بعض النعرات القبلية والإثنية بصفة خاصة. فهل هذا هو المعيار الأصلح للانتخاب؟!ولكن من جهة أخرى.. من الجيد أيضاً عندنا نجد أنه تلوح لدى البعض بوادر الأمل في أفق المشاركات الجادة في المقرات الانتخابية للاطلاع والتعرف على البرامج الانتخابية، والمفاضلة قبل أي اعتبارات ترفيهية أو التطلع لوجبات الموسم الأكثر توفيراً في معاش المواطنين، وغير المواطنين على السواء.ما يثير الغضب أمران؛ يطوفون على البيوت ويقرعون الأبواب ليتلون ديباجة الخطب المعهودة، مستغلين الدين أينما ذهبوا بالمنابر أو دونها، يستخدمون واحدة من أطرف التقليعات الراديكالية، ولكن بطرق أشد قسوة وأكثر إلحاحاً، بالزجر والنهر والنهي والأمر، ممسكين بمفاتيح النار ليسلموها كل من لا ينتخب مرشحهم «الشيخ» فتلك أكبر الكبائر ولا يستقر فاعلها إلا في نار جهنم، يتوعدون الناس بالعذاب في الآخرة وكأنهم حراس النار، يحتكمون لثقافة إن لم تكن معي فأنت ضدي، فهل ذلك من الديمقراطية في شيء، أولا يذكرنا ذلك بجوازات الجنة؟!أما آخر يسرق جهود الناس عياناً.. ويتمنع عن دفع مستحقاتهم نظير الجهد الجبار المبذول من أجل حملته الانتخابية، متذرعاً بحجج غير مقنعة وأعذاراً بالية، ويتشدق في شعاراته الرنانة بمكافحة الفساد. عن أي فساد تتحدث بربك؟!